أخبار من الصحراء

كويمن يكتب: سنة شخصية

الأحد 31 ديسمبر 2017 - 14:57

كويمن يكتب: سنة شخصية

محمد كويمن

يستحق رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، حمل لقب شخصية السنة، التي نودعها، وإن كان الكثير من “محبيه”، كانوا يتمنون توديعه قبل توديع السنة، لكن شاءت الأقدار أن تحتفظ الجهة برئيسها، بعدما تبين أنه “يربي الكبدة” على مناصب المسؤولية، حين لم يحافظ على “كلمته”، و”الرجل هو الكلمة”، كما يقال، وتراجع عن قرار استقالته من رئاسة حزبه، فكيف سيتخلى عن رئاسة الجهة؟، علما أن “الفراق صعيب والربطة زغبية”، في ظل متغيرات عديدة يعيشها المشهد السياسي المغربي، وسط قليل من الوضوح وكثير من الضبابية، لا تجد لها جوابا إلا عند “المخزن”، فهل هناك من يفهم أحسن منه (المخزن)؟، كما تركها السابقون وورثها اللاحقون، وفق “لوك” جديد، تختلط فيه وصفة النضال بنكهة النفاق.

ويبقى الأهم مع نهاية كل سنة، عند كثير من الناس، البحث عن شخصية السنة، محليا وجهويا ووطنيا، ولعل هذا الإجماع بين المحلي والجهوي والوطني لا ينطبق بتراب جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلا على رئيس مجلس الجهة، نظرا لتحمله المسؤولية كعضو بجماعة قروية بإقليم الحسيمة، وتوليه تدبير شؤون الجهة، وقيادته حزب وطني احتل الرتبة الثانية في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، ناهيك عن أنشطته الدولية المكثفة، التي تخول له التنافس على ألقاب عالمية، بفضل ما بذله من مجهودات كبيرة من أجل إقناع الصينيين والأكراد والهنود وغيرهم بأنه هو من يتولى مهمة رئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهذا في حد ذاته إنجاز لا يستهان به، وكان الله في عونه بعدما رفع السقف عاليا، فاق مستوى “الروتريات” التي كان يرخصها شقيقه، حين اشتهرت الجهة في عهده دون باقي الجهات، وهو ما لا يختلف عليه اثنان بالنظر إلى ما خلفته أحداث الحسيمة وأزمة العطش بوزان وشفشاون وكوارث أخرى متفرقة، من صدى طيب لدرجة “يطيب فيها القلب”، بالنسبة للصورة العامة حول هذه الجهة وهي في قبضة “زعيم سياسي”، استطاع كشف عورة العديد من المنبطحين، من هواة جمع طوابع النفوذ لحماية مصالحهم، وهذا يحسب له.

ولعل أهمية رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، يمكن استخلاصها من زيارة مقر الجهة في فترة غيابه، لا طائر يطير ولا وحش يسير ولا حتى ثعبان يزحف، وهذا يكفيه ليكون شخصية السنة بدون منازع، لكن يبقى الإشكال المطروح هو أن هذه السنة تعترف بأنها بدون شخصية لأسباب شخصية..