
طنجاوي
البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية ليس على ما يرام، كيف ذلك؟ عدد غير قليل من قيادات الحزب ومناضلين، ينتظرون فرص التئام الجموع العامة للحزب والملتقيات الوطنية لشبيبته لإخراج مدفعياتهم لقصف بعضهم البعض.
ما وقع داخل ملتقى شبيبة العدالة والتنمية، من قصف قوي وهجوم غير مسبوق وإطلاق للاتهامات من لدن البرلمانية والقيادية داخل الحزب أمينة ماء العينين، يؤكد أن الوضع الداخلي للحزب ليس على مايرام.
مباشرة بعد تصريحات أمنة انبرى عضو الأمانة العامة للحزب محمد امحجور، في رد عبر تدوينة وصفها مقربون ب”العنيفة”، وقد نشرها على حائطه الفيسبوكي…إليكم التدوينة
قول صريح في الاتهام الجماعي بالخوف وإشاعة الخوف
آلمني جدا الكلام الذي أنهت به الأخت الفاضلة آمنة ماء العينين مداخلتها في الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، حيث أطلقت كلاما مرسلا يعوزه الدليل وتنقصه الدقة ويسومه كثير من الإيذاء بالقول والاتهام. لقد زعمت أختنا أن قرارات الحزب خلال الإعفاء وما تلاه بنيت على الخوف والتخويف وإشاعة الخوف في رؤساء الجماعات وفي حركة التوحيد والإصلاح.
ولا شك أن هذا الكلام كبير، ولأن مضمونه فيه إيغال شديد في دواخل النفوس، ذلك أن الخوف هو أمر جواني لا يمكن أن يزعم أحد من الناس أنه يعلمه أو يطلع عليه. ولكن الذي آلمني أكثر هو ما هو معلوم ومشاع من موقف الأمانة العامة التي كان يرأسها سي عبد الإله بنكيران، والتي قررت بحضور الزعيم وبرئاسته أن تتفاعل إيجابيا مع قرار الإعفاء وتعيين شخصية أخرى من الحزب. فهل كان الأستاذ عبد الإله بنكيران حينها “كبير الخوافين”؟!
ثم بعد ذلك التأم المجلس الوطني للحزب وتداول في قرار الإعفاء والتعيين الملكي للدكتور سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة ملفا بتشكيلها، وقرر بعد التداول أن يتبنى قرار الأمانة العامة بالتفاعل الإيجابي مع القرارات الملكية وأمضى القرار بالعمل على البحث عن أغلبية وتشكيل الحكومة. فهل كان أعضاء المجلس الوطني “زمرة خوافين”؟!! وهل كانوا “خدما” يشيعون الخوف؟!
صدقا أحسست وأنا أنصت للأخت آمنة ماء العينين أنها تسبني شخصيا دون أن تشعر، ولربما هي بكلامها كما عبرت عنه هي “تسبنا” جميعا نحن بنات وأبناء العدالة والتنمية، والأمر من ذلك أنها بقولها “الغليظ” هذا تسب نفسها أيضا.
إن حزبا يبني مواقفه على الخوف، وإن حزبا لا يخجل من أن يشيع الخوف بين رؤساء مجالسه الترابية، وإن حزبا لا يخجل من نفسه فيضيف إلى خوفه نقلا للخوف لحركة مستقلة عنه، إن حزبا هكذا كان سلوكه وكذلك كان تصرف بناته وأبنائه، إن حزبا مثل هذا لا يشرفني أن أكون فيه، وأخجل من نفسي أنني انتميت إليه يوما ما.
ختاما،
أشهد أن حزب العدالة والتنمية الذي أعرف والذي خبرت شعابه ودروبه، لم يكن يوما ما جبانا ولا “خوافا”، وأشهد أن قادته ومسؤوليه الذين خالطتهم وجالستهم لعقود، ليس ضمنهم من يبني قراره وموقفه وهو يرتعد خوفا وجبنا.
غفر الله لك يا آمنة فقد آذيت واسعا…