
طنجاوي
رقم صادم ذاك الذي كشف عنه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية في تقريره السنوي برسم سنة 2014، في المحور الخاص بالمساحات الخضراء، حيث لا يصل معدلها بالنسبة لكل قاطن بمدينة طنجة 3م2، على اعتبار أن المساحات الخضراء وصلت 283.5 هكتار عند نهاية سنة 2014، فيما وصل عدد سكان المدينة في ذات السنة حسب الإحصاء الرسمي 947952 نسمة، وبعملية حسابية بسيطة يكون المعدل الحقيقي هو 2.99 م2.
وحسب ذات التقرير فإن هذا المعدل يبقى ضعيفا جدا بالمقارنة مع المعدل الدولى الأدنى المطلوب وهو 10 أمتار مربعة من المساحات الخضراء لكل الفرد الواجب توفرها في المدن داخل المدن.
وسجل المرصد النقص الكبير في المعطيات الصادرة عن الجهات الرسمية، حيث أنه على الرغم من أوراش تأهيل المناطق الخضراء التي عرفتها المدينة في إطار مشاريع طنجة الكبرى برسم سنة 20104، فإنه في ذات الفترة عرفت اجتثاث مساحات أخرى، مما يجعل من عملية تقييم موضوعي للحصيلة أمرا متعذرا على أرض الواقع.
وعلاقة بذات الموضوع فإن الواقع المتردي الذي آلت إليه وضعية المساحات الخضراء بمدينة طنجة، هو نتيجة حتمية للتدبير الكارثي للجماعات الترابية وللسلطات المحلية التي تعاقبت على تسيير مدينة طنجة منذ الستينات، فبعد أن تركتها الإدارة الدولية أحد أجمل المدن في العالم بفضاءاتها الخضراء المنتشرة على امتداد المدينة، سرعان ما تعرضت لزحف وحشي من أباطرة العقار بتحالف مع من كان يتحمل مسؤولية تدبير شؤون المدينة.