
طنجاوي
كشفت دراسة ميدانية أعدها مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، وتم تقديمها مساء أمس الخميس في ندوة صحافية بفندق “أمنية بويرطو” بطنجة، حول موضوع “حضور البعد البيئي والمآثر التاريخية في البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية واللوائح المشاركة في الانتخابات الجماعية والجهوية 4 شتنبر 2015” بطنجة عن وجود عدة اختلالات على مستوى البرامج السياسية للأحزاب في علاقتها مع موضوع البيئة وحماية المآثر التاريخية للمدينة، وعدم ترجمتها على أرض الواقع ، والاكتفاء بإخراجها كمجرد وثيقة للاستئناس في الحملات الانتخابية فقط.
ربيع الخمليشي رئيس المرصد أكد في كلمة تقديمية للندوة، التي حضرها عدد من ممثلي الوسائل الإعلامية الوطنية والمحلية، إضافة إلى سياسيين وفاعلين في المجتمع المدني، أن أهم التقرير خلص إلى كون 50 في المائة من اللوائح، التي تبارت لنيل ثقة الناخبين، دخلت بدون أي وثيقة أو تعاقد مكتوب مع المواطنين، ودون أي تشخيص وتقييم للحالة البيئية بطنجة من طرف المرشحين، الذين يعتبر 65 في المائة منهم الحالة البيئية بالمدينة سيئة أو سيئة جدا، وهي نسبة كبيرة إذا ما تم مقارنتها بالخطاب الرسمي خارج الزمن الانتخابي.

وعن تشخيص وتقييم أداء التدبير المفوض الخاص بقطاع النظافة العمومية، يضيف رئيس المرصد، فإن 71 في المائة من المعنيين بالدراسة أكدوا عدم رضاهم عن شركتي التدبير المفوض، بمقابل 29 في المائة عبروا عن رضاهم مع الدعوة لتطوير منهجية العمل بين الجماعة والشركة، أما قضية استحضار البعد البيئي وقضايا المآثر التاريخية في البرامج الانتخابية، فإن مضامين التقرب يرى التقرير أن هناك شبه إجماع بنسبة 96 في المائة على أن البرامج الانتخابية تتضمن محاور تخص البيئة والمآثر التاريخية،غير أن ما تم ذكره بالخط العريض يبين العكس باستثناء 20 في المائة فقط من البرامج التي شملتها الدراسة.
ويظهر التقرير 55. أن في المائة من المترشحين المستجوبين يعتبرون أن الوسيلة الأنجع لتدبير النظافة هو التدبير المفوض، شريطة تفعيل المقترحات المتعلقة بتشديد المراقبة وتحسينها، بالمقابل ترى نسبة 40 في المائة أن خلق شركة للتنمية المحلية قد يكون حلا بديلا مناسبا للنهوض بهذا الملف.
وبالنسبة لتضمن البرامج الانتخابية لمحاور تخص المآثر التاريخية، فإن نسبة 99 في المائة تؤكد استحضار الشق المرتبط بمحور المآثر التاريخية بالمدينة، فيما تقيم حالة المآثر التاريخية لمدينة طنجة بالحالة الغير مرضية، إذ اعتبرها 78 في المائة في حالة سيئة، و 12 في المائة اعتبروها في حالة سيئة جدا.

وخلص التقرير إلى أن أغلب الأحزاب السياسية لا تعطي للبرامج الإنتخابية المحلية الأهمية التي تستحقها،كما أن الإستناد إلى منهجيات علمية ومدروسة في صياغة البرامج لا تزال ضعيفة،كون الحلول والمقترحات المقدمة لا تزال بعيدة كل البعد عن طموح الساكنة وآمالها وأن الحملة الإنتخابية لسنة 2015 لم تكن حملة تحترم في مجملها البيئة والنظافة،في المقابل تم تسجيل نقطة إيجابية تتمثل في قيام مناضلي حزبين اثنين بعملية تنظيف رمزية بعد انتهاء الحملة الانتخابية وهو سلوك يستحق التشجيع على حد تعبير التقرير
و قد أثرى اللقاء عرض تحليلي قدمه الأستاذ الإعلامي و الصحفي سعيد كوبريت الذي سلط الضوء على الجوانب المنهجية و المفاهيمية لهذه الدراسة مؤكدا أهمية ما وصلت إليه من خلاصات و نتائج، و قد وجه الدعوة بالمناسبة الى مواصلة هذا النهج من أجل مزيد من الدراسات التي تروم دفع المؤسسات إلى القيام بواجبها و تجويد أدائها بفضل المتابعة و المواكبة الجادة و المدروسة للمجتمع المدني.