أخبار من الصحراء

إعاقة طنجة الكبرى

السبت 23 أبريل 2016 - 17:15

إعاقة طنجة الكبرى

محمد كويمن العمرتي٭

قبل أيام، لم يجد طفلين معاقين ذهنيا من يأويهما بطنجة الكبرى، عقب وفاة والدهما بعد معاناته مع مرض القصور الكلوي، حين اكتشف البعض من خلال هذه الحالة (وسط هذه الغفلة الكبرى)، بأن المدينة تعاني خصاصا كبيرا في مراكز الإيواء الخاصة بالمعاقين، المتخلى عنهم وكذا الذين لاتتمكن أسرهم الفقيرة من رعايتهم. ولعل هذا الاكتشاف كان كالشجرة، التي تخفي حقيقة معاناة هذه الفئة من المجتمع، في غياب أي اهتمام ببرامج الإعاقة ضمن مخططات تدبير الشأن المحلي، بعدما أضحى الشخص المعاق يعيش في عزلة، يترقب عطف المحسنين، دون مراعاة حاجياته الضرورية لتجاوز محنة العجز وقسوة التهميش، في سبيل إدماجه مع باقي مكونات المجتمع كشريك وليس كصدقة.

في طنجة الكبرى، لايوجد سوى مركز وحيد يستقبل المشردين، بشروط طبعا، ولا تتعدى طاقته الاستيعابية حوالي 35 شخص، وفي كثير من الأحيان يكون هذا المركز في حاجة لمن يأويه، وقد وجدت السلطات المحلية صعوبة كبيرة في احتواء ظاهرة انتشار المشردين بمختلف مناطق طنجة الكبرى، وأغلبهم من القاصرين، أمام غياب المراكز الاجتماعية المخصصة لإيوائهم وإعادة تأهيلهم، كما يجري تأهيل المجال الحضري للمدينة، فأي تأهيل إن لم يكن شموليا سيظل ناقصا ولو أعجب صانعيه.

في طنجة الكبرى، أعداد المدمنين في ارتفاع، والمركز الذي افتتح حديثا لمساعدتهم على التخلص من آفة تعاطيهم للمخدرات القوية، يحتاج فعلا لبحث قضائي لكشف واقعه الحالي مقارنة مع وضعيته لحظة تدشينه من طرف جلالة الملك.

في طنجة الكبرى، تعجز السلطات المحلية عن مساعدة شيوخ وأطفال في وضعية اجتماعية صعبة، ينامون في العراء، دون أن تعنيهم أوراش التنمية، ودون أن تشملهم ميزانيات الدعم العمومي.

في طنجة الكبرى، يقوم أجنبي وزوجته بتخصيص ضيعة بضواحي المدينة لرعاية الكلاب والقطط الضالة وتوفير لهم التغذية والدواء، في الوقت الذي لم تجد بعد الجهات المسؤولة عن الشأن المحلي ضالتها في ممارسة واجبها بنكران الذات، من أجل طنجة الكبرى في عيون أهلها وكبرى بهويتها وهي تعانق فرص تحولها بشكل سريع ومخيف أحيانا.

وفي طنجة الكبرى، نكتشف الإعاقة في التدبير..

           ٭عن أسبوعية “لاكرونيك”