أخبار من الصحراء

كويمن يكتب: منشط البطولة

الأحد 11 مارس 2018 - 18:11

كويمن يكتب: منشط البطولة

محمد كويمن

حين يقول إلياس العماري رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أنه يقوم بدور “منشط البطولة”، ويتهم الحكومة بأنها “لا تتفاعل ولا تتجاوب” من أجل تفعيل الجهوية رغم مراسلته لها “مرارا وتكرارا”، ويعتبر مسؤوليته كممارس تفرض عليه “البحث عن الخلل والاحتجاج على من تسبب فيه والمطالبة بتصحيحه”، فإن أمام كل هذا “النشاط”، الجهة “ناشطة” والحكومة “ناشطة”، ما على زعيم التراكتور سوى مواصلة تنشيط بطولته بطريقته الخاصة، دون أن يبالي بنتائج البطولة، فقط لأنه يلعب لوحده في ملعب الجهة تحت تشجيعات المناهضين “للنشاط إذا شاط”..

ومجال التنشيط ليس غريبا عن العماري، فقد كانت له تجربة تنشيط بطولة جماعة طنجة، من خلال إقحام شقيقه كعميد الفريق في التشكيلة الأساسية للمكتب المسير، قبل أن يتحول التنشيط إلى منشطات، وتكشف نتائج التحاليل الانتخابية عن تأثير مفعول مواد منشطة على تدبير الشأن المحلي والجهوي، بعدما ساد الاعتقاد في البداية أن هذه المدينة، مركز الجهة، في حاجة إلى منشطين لتعويض الناشطين، قبل أن يكشف الصراع حول نيل لقب البطولة عن نوايا أصحاب النشاط من المشاركين في اللعبة باسم الروح الرياضية من مختلف الألوان السياسية لمكونات المجالس المنتخبة بالجهة..

ولعل رئيس مجلس الجهة، الذي يصف نفسه بمنشط البطولة، يسعى جاهدا لتنشيط هذه الجهة، رغم حرمانه من اختصاصاته، ويكافح من أجل تحقيق “النشاط” لساكنة كافة أقاليم الجهة، بل يتحدى العالم ليكون المنشط رقم واحد، على الأقل جهويا، وهو طموح مشروع، ولو أن مثل هذه “البطولة” لا تحتاج أصلا إلى من ينشطها، ومع ذلك التنشيط ضروري من أجل مجلس جهوي “ناشط”، لا فرق فيه بين فريقي الأغلبية والمعارضة إلا بتقوى النشاط، بعدما نجح المنشط في توفير كل “الشهيوات” لخصومه في السياسة من باب الشراكات ونافذة السفريات وسقف التمويلات، في سبيل ضمان جمهور صامت، يصفق بالإجماع على حلقات منشط البطولة..