
محمد كويمن العمارتي*
بعدما حاربنا الفقر و البطالة والفساد و…، والحروب كثيرة، في كل مرة يتم إطلاق حرب جديدة ضد آفة ما، وندخل الحرب ب “صباطنا”، دون الحاجة لكثير من المعدات، فقط نتحدث عن الحرب ولا ندري عواقبها، بل في حالات عديدة تتوقف الحرب فجأة وتنسحب “الجيوش” المشاركة، دون الكشف عن نتائج المعارك، التي دارت في جبهات قطاعات مختلفة، وهل حققت فعلا الغاية التي من أجلها تم إعلان “الجهاد” لتحقيق الإصلاح المنشود؟..
وجاء دور “الميكا”، بعدما تم اكتشاف أنها وراء مجموعة من الكوارث، حين ظلت مرتبطة بمدى فعالية أجهزة المراقبة في شتى المجالات، باعتبار أن بلادنا تنفرد بخاصية “عين ميكا”، ومن أجل تجاوز العديد من الخروقات دون عقاب، يتم غض الطرف باستخدام نظام “عين ميكا”، وبالرغم من اعتماد كاميرات المراقبة من أجل إثبات الفعل بالصورة في كشف الحقائق بالحجة والدليل، إلا أن “عين ميكا” حافظت على دورها، وتحدت باقي أنواع العيون، الأمر الذي أضحى يفرض فصل العين عن الميكا
..إنها الحرب على “الميكا”، ستنطلق بداية من فاتح يوليوز القادم، بموجب تفعيل القانون 22-10 المتعلق بمنع استعمال الأكياس واللفيفات البلاستيكية، التي لا تستجيب للشروط البيئية الصحية، والذي صدر في الجريدة الرسمية، يتضمن مجموعة من الغرامات المادية تبدأ من 10 آلاف درهم وتصل إلى 500 ألف درهم، تفرض على كل شخص يحوز أكياسا من مادة البلاستيك، بغرض عرضها للبيع أو توزيعها. كما أصدرت الحكومة أربعة مراسيم تطبيقية متعلقة بالقانون الجديد رقم 15ـــ77 الذي يحظر تصنيع وترويج الأكياس البلاستيكية التي لا تتوافق مع المعايير الجديدة، وذلك من أجل مغرب بدون “ميكا”، بعدما كشفت وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، بأن المغاربة يستعملون ما يناهز 26 مليار كيس بلاستيكي سنويا، وهو ما قد يفتح شهية البعض لاستغلال “الميكا” كشعار انتخابي : “ضعوا ثقتكم في الميكا من أجل عين ميكا“..
ولعل نجاح الحرب على “الميكا”، يتطلب خوض معارك موازية، تشمل القضاء على بعض العادات السيئة المرتبطة بعدد من المواد الأخرى، كوجوه “القصدير”، ووجوه “النحس”، كما لا يعني القضاء على “الميكا” ومعها “عين ميكا” سيتم بيد من حديد، لأن في تجارب عديدة كانت حملات محاربة الفساد تتم بيد من “الميكا”، وبالتالي فإن فضل “الميكا” على بعض السياسيين، لا يمكن إنكاره إلا جاحد، خاصة الذين ذاقوا طعم الانتخابات ب “الميكا”، واستفادوا من دورها في لف النتائج والمقاعد، ومع ذلك تبقى “الميكا” مضرة بالبيئة، ومن يتبنون سياستها يضرون بالبلد..
*عن أسبوعية “لاكرونيك”