أخبار من الصحراء

كويمن يكتب عن” “عطلة المجلس..”

الأحد 4 نوفمبر 2018 - 13:45

كويمن يكتب عن” “عطلة المجلس..”

محمد كويمن العمرتي
المجلس الجماعي لطنجة في عطلة، أو هكذا يبدو من خلال بوابته التواصلية، “لاحس ولاخبر” كما يقول أهل مصر، وربما يكون ذلك له ارتباط بالعطلة المدرسية، لانتماء العديد من المستشارات والمستشارين لأسرة التعليم، فالمجلس أيضا يحتاج إلى العطلة البينية، فهي فرصة ليتبين له الخيط الأبيض من الأسود، وإن كان البحث عن “راس الخيط” يبقى من أولوياته لفك لغز خيوطه المتشابكة، بعد فترة تسيير مريحة عدديا ومتعبة ماليا بحصيلة مقلقة شعبيا..
الحديث عن عطلة المجلس الجماعي، تزامن مع التساقطات المطرية التي شهدتها المدينة، حين جاء المطر وغاب المجلس، لا بلاغ حول استعداد الجماعة لموسم الشتاء، لا توضيح حول بعض النقط السوداء بعدد من التجمعات السكنية، لا بيان حول دور رئيس المجلس في متابعة ومراقبة أشغال شركة أمانديس بصفته رئيس السلطة المفوضة، لا تواصل حول تقييم برنامج حماية المدينة من الفيضانات، مع أن المدينة عرفت تحولا كبيرا على مستوى تأهيل بنيتها التحتية، لا يمكن إنكاره، بل يمكن استثماره عبر الاستفادة من الحصيلة الإيجابية لأوراش طنجة الكبرى، والعمل على تجاوز سلبياتها وفق مقاربة تشاركية تستجيب لانتظارات الساكنة.
إلا أنه يلاحظ أن المجلس الجماعي، بعد دورة الميزانية، اختار “modesilencieux”، وقد يكون الصمت علامة الرضى، كما قد يكون حكمة، لكنه يثير الشك أيضا، حول التهرب من المسؤولية، وتكريس الفراغ، الذي لا تقبله الطبيعة، ويقبله المجلس في علاقته بباقي شركائه في تدبير الشأن المحلي، في ظل أزمة مالية لا تعفيه من المحاسبة، رغم إكراهاتها الثقيلة، فالأمر لا يتعلق هنا بعمل تطوعي، باعتبار أن تعويضات الرئيس وذوي الحق من المستشارين تكلف ميزانية المجلس 160 مليون سنتيم، وهو مبلغ قد يبدو مناسبا في الحالة العادية لمجلس يشرف منتخبيه على تدبير مدينة من حجم طنجة، وإن كان الفريق المسير الحالي سيعتبره “ريعا” لو كان في المعارضة، وسيطالب كافة المستفيدين من هذه التعويضات بالتنازل عنها خلال هذه الأزمة، للتعبير عن تضامنهم مع “طنجة المنكوبة”، لكن يبدو أن المجالس المنتخبة صارت تلقن المجتمع المدني أصول العمل التطوعي، بعدما فضلت العطل والسفر، فمزيدا من الحذر..