
أن نخطط و نطالب بإنشاء مسجد بالحي شيئ نبيل و رائع، وإن دل عن شيء فهو يدل على قوة إيمان سكان هذا الحي و إن كانت المطالبة بهذه المسألة ما هي إلا حق من حقوق هؤلاء السكان. ولكن الشيء الغريب هو أن ينقسم سكان الحي إلى مؤيد ومعارض للفكرة. فالمؤيدون هدفهم واضح هو إنشاء مسجد من أجل ممارسة الشعائر الدينية، ولكن لماذا المعارضة ياترى؟
عند معاينة هذا الحي (حي الجراري)، ومنذ الوهلة اﻷولى، يتبين على أن الحي يتوفر على مسجد مستوف لكل الشروط، والذي بالمناسبة عرف مؤخرا زيارة للوالي اليعقوبي، بل أكتر من هذا فمكان المسجد هذا لا يبعد إلا بأمتار قليلة عن المنطقة التي تطالب فئة من سكان هذا الحي بإنشاء مسجد آخر بها. هذا من جانب، و من جانب آخر فالمنطقة الفارغة تعتبر مساحة خضراء وهذا هو بيت القصيد، فالسكان المعارضين يطالبون بإعادة هيكلة هذه المنطقة لتستوفي كل المعايير حتى تدخل في حيز المساحات الخضراء، معتبرين أن مسألة إنشاء مسجد آخر بالحي على حساب هذا الفضاء الأخضر غير مستحب، والحال أن المسجد متوفر ببضعة أمتار.
المثير في الموضوع أن المطالبين بإنشاء المسجد هم أناس غرباء عن الحي، بل أكتر من هذا فهم يطالبون بإنشاء مسجد بطابقين بحيث يخصص الطابق الأول لمحلات تجارية، بدعوى تمكين المجلس بمداخيل مالية قارة لتدبير شؤونه.
ومع استمرا هذا الجدل، وتفاديا لأي استغلال محتمل لمشروعه بناء المسجد، يطالب سكان حي الجراري بتدخل مندوبية وزارة الأوقاف للحسم في الموضوع بتنسيق مع السلطات المعنية.