
طنجاوي – هشام الراحة
ما تحتضنه “المدينة القديمة” بطنجة، من تراث وجمال، وسحر تاريخي يجلب الزوار من كل مكان، يجعلها محطة إنسانية تحن لها كل ذات تجوّلت بها للحظات، فعشِقت أزقتها ودروبها العتيقة. غير أن للمدينة وجها آخر يعري واقعا صادما، أبرز عناوينه تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بجميع أنواعها.
جولة قام بها موقع “طنجاوي” في أزقة المدينة القديمة، لم يكلفنا الأمر الكثير من العناء لنقف على واقع مؤلم، أطفال في عمر الزهور، شباب في مقتبل العمر، يتسكعون بين دروبها، ويقتلون وقتهم في تعاطي المخدرات بجميع أنواعها، من “البايطا” إلى “السيليسيون” وبينهما أنواع مختلفة، والنتيجة واحدة. بل صار منظرهم وهم مجتمعون هنا وهناك، مصدر ترهيب الزوار، الذين أصبحوا حذرين في زيارة بعض الأحياء في الأماكن والأزقة بالمدينة العتيقة.
.jpg)
في لقاء مع أحد الشباب المتعاطين للمخدرات يقول: ” المدينة القديمة، تحتضن مختلف أنواع المخدرات، ولكل واحد أسبابه التي تدفعه لذلك، وأسود وقتنا هو عندما تكون جيوبنا فارغة، يجب أن نوفّر مالا خاصا لذلك، وكل واحد له طريقته الخاصة في جلب المال، أنا أكسب رزقي بعملي”.
وإذا كان هذا الشاب يوفر ثمن جرعاته اليومية من عرق جبينه، فإن الأمر لا ينطبق على الجميع، إذ لا يتورع العديد من المدمنين عن اللجوء إلى السرقة والاعتداء واعتراض المارة، كل ذلك من أجل توفير ثمن الجرعة مهما كان الثمن، ويكفي الاطلاع على عدد حوادث السرقة التي تعرفها المدينة القديمة، والضحايا هم زوارها، وهذا يدفعهم إلى تفادي زيارة بعض الأماكن التي يشعرون فيها بالتهديد وانعدام الأمان.
.jpg)
سائحة كورية (إي تشا) أكدت ذلك في تصريح خصت به موقع “طنجاوي” بقولها: ” نحن جد سعداء، بزيارة المدينة والتعرف على مآثرها،.. إلا أننا نسير معا إلى أهم الأماكن فقط، مع توخي الحذر طبعا”.
هذا الوضع الكارثي يغضب أهالي المدينة العتيقة وتجارها، ” لا يعقل أن تصبح المدينة العتيقة مصدر تشويه لعروس الشمال بعد أن كانت مصدر سحرها وروعتها”، يعلق العديد منهم في تصريح للموقع.
لم يعد مقبولا أن يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى الجميع أن يتحمل كامل مسؤولياته، كل حسب مجال تدخله. فمدينة عريقة بتاريخها وتراثها إنساني، يُفترض أن تكون محط اهتمام وعناية من طرف الجميع.


