
طنجاوي
لم يعد خافيا أن إصرار الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على فرض محمد إدعمار وكيلا للحزب بتطوان، ضدا على نتائج هيئة الترشيح التي زكت عادل بنونة في المرتبة الأولى، قد خلف تداعيات تنظيمية لم تتوقعها قيادة المصباح، كانت أبرز تجلياتها استقالة العديد من القيادات المحلية، والقرار الصادم الذي اتخذه أحد الرموز التاريخية للحزب وحركة التوحيد والإصلاح بمدينة تطوان، الأمين بوخبزة، بترشحه مستقلا في مواجهة مرشح الحزب إدعمار، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان.
ورغم القرارات التأديبية التي راهنت عليها قيادة المصباح لردع الغاضبين، وتطويق حركة التمرد الحزبي، فإنها لم تفلح في تهدئة النفوس، بل زادت الأمور تعقيدا، بلغ أوجه باندلاع انشقاقات وانقسامات حادة داخل العائلات البيجيدية بمدينة الحمامة البيضاء، كانت أبرزها ذلك الصراع الذي تفجر على صفحات التواصل الاجتماعي بين عبد السلام بودكو الكاتب الإقليمي لنقابة المصباح ونجلته صفاء بودكو، التي لم تتردد في توجيه انتقادات لاذعة لوالدها، بسبب انقلابه على موقفه الرافض لترشيح إدعمار، وإعلانه الانخراط في الحملة الانتخابية للحزب رغم تحفظه الشديد على شخص إدعمار، وذلك خوفا من أن يشمله قرار الطرد من الحزب، بعد إقدام الأمانة العامة للمصباح بفصل الأمين بوخبزة.

وفي رد قوي من نجلة بودكو، خاطبت أباها قائلة: ” أبي إن موقفا كهذا يستلزم منك ومن أصحابك جهدا مضاعفا لاستعادة الوقوف والثبات على المبدأ والمنهج الذي انطلق بهما الحزب، وتخفيف مضاعفات تلك الأزمة التي طعنت في مصداقية الحزب على الأقل في نظري، وإلا فإن دعما كهذا يعد تنازلا وخضوعا وصمت عن منكر اقترفتموه..”.
إلى ذلك يواجه إدعمار مرشح حزب المصباح، وفق مصادر متطابقة، صعوبات كبيرة في حملته الانتخابية، لمسها بنفسه خلال جولاته اليومية بمختلف أحياء المدينة، بلغت مستويات صادمة، حيث كان يواجه من طرف الساكنة بالكثير من الانتقادات، جراء فشله في تنزيل وعوده الانتخابية التي قدمها لهم عند ترشحه للبرلمان، وأيضا بسبب تدبيره الكارثي لشؤون مدينة تطوان.
هاته الصعوبات حاول إدعمار التغطية عليها بالحشد الكبير الذي استقدمه من مختلف مدن شمال المملكة لحضور التجمع الانتخابي الذي ترأسه بنكيران يوم السبت المنصرم، وهو ما اندهشت له ساكنة تطوان، عندما فوجئت بطوابير من السيارات والحافلات، ذات الترقيم الخاص بعمالات وأقاليم جهة طنجة، تغزو مدينتهم.
التمويه الذي راهن عليه إدعمار لتقديم صورة مغلوطة لعبد الإله بنكيران، تضيف المصادر، سرعان ما انكشف بعدما انتفض أبناء مدينة تطوان في وجه إدعمار خلال تناوله الكلمة، رافعين في وجه شعار “إدعمار إرحل”، وسط صافرات الاستهجان، مما أوقعه في ارتباك شديد، وأرغمه على عدم استكمال كلمته. والدليل تضيف مصادر الموقع هو إحجام الموقع الرسمي لحزب المصباح عن بث التسجيل الكامل لكلمة إدعمار تفاديا لانكشاف المستور.