
محمد العمراني
في الوقت الذي كان فيه شباب مدينة الحسيمة يصدحون بحناجرهم رافعين مطالب الحق في الشغل ورفع التهميش عن منطقتهم، اختار قائدا“الحراك“ قضاء إجازة خاصة بمدينة طنجة، خصصاها للاستجمام والترويح عن النفس،والتبضع من أفخم دور الماركات الشهيرة بعروس الشمال.
حدث ذلك يوم الثاني من الشهر الجاري،حيث شوهد كل من (ن.ز) و (ن.أ) وهما في غاية السعادة والانتشاءيتجولان بالمركز التجاري الراقي “Tanger city Mall“، ويتبضعان من أرقى محلاته، في صورة هي على النقيض من تلك التي يحرصان على تسويقها بالحسيمة!!..
لا يحتاج الأمر إلى الكثير من النباهة ليعرف حجم متطلبات التسوق بأرقى محلات طنجة والإقامة بفنادقها، ولا يحتاج إلى الكثير من الفطنة ليتساءل في نفس الوقت عن مصدر الأموالالتي وضعت رهن إشارتهما، والحال أن الزعيمين يعرف جميع ساكنة الحسيمة أنهما لا يتوفران على أي مدخول قار ولا يمتهنان أي وظيفة..
من يدعي التضحية في سبيل الجماهير، والنضال من أجل قضاياها “العادلة” يجب عليه أن ينأى بنفسه عن كل الشبهات، خصوصا تلك المرتبطة بصفاء ذمته المالية، فهل يمتلك زعيما “الحراك” ما يكفي من الجرأة للكشف عن تكاليف استجمامهما بطنجة، وعن مصادر تمويلها؟!..

غير أن المثير للكثير من الاستهجان، هو أن قائدي “الحراك”، وفور انتهاء رحلتهما الاستجمامية، عادا ليتقمصا دور البطولة والزعامة، حينما حاولا بطريقة “دونكيشوطية” منع إقامة معرض للتعاونيات والجمعيات العاملة في مجال الصناعة التقليدية بالساحة الكبرى لمدينة الحسيمة، التي أطلقوا عليها “ساحة الشهداء”، ومبررهما في ذلك أن الساحة صارت ملكا “للحراك”، وأن لا سلطة عليها إلا لهما!..
بل وصل الأمر حد استعمال القوة لاقتلاع وعرقلة نصب خيام المعرض دونما اكتراث لمصالح العشرات من الصناع التقليديين من أبناء منطقة الريف، الذين يراهنون على مثل هاته الأنشطة والمبادرات لإنعاش مداخيلهم، المتضررة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب المدينة، والتي ازدادت استفحالا بسبب تداعيات “الحراك” الموجه عن بعد، والمتحكم فيه من طرف تحالف مافيا المخدرات وجهات معادية باتت مكشوفة للجميع!..
وهو الأمر الذي يدفعنا لطرح السؤال التالي:
كيف يعطي قادة “الحراك” لأنفسهم الحق في الاستجمام والاستمتاع بملذات الحياة، فيما يحرمون ساكنة المنطقة، التي ينصبون أنفسهم أوصياء عليها، من حقهم في الطمأنينة، بل ويتواطأون عليها بالعمل عن تأزيم أوضاعهم الاقتصادية؟!…