
محمد كويمن
انتشرت مؤخرا مجموعة من الأشرطة والصور، تظهر محمد اليعقوبي والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يتحدث إلى مواطنين التقاهم في الشارع، خلال إحدى جولاته الميدانية، التي يقوم بها ببعض المناطق بأقاليم الجهة، وقد تداولت العديد من المواقع وكذا عبر تطبيق الواتساب، فيديوهات تم تصويرها بواسطة هواتف نقالة، لحظة تواجد الوالي اليعقوبي ببعض الأحياء التابعة لجماعات تنتمي لإقليم الحسيمة، حين كان يناقش مع جمع من السكان المشاكل المطروحة بالمنطقة، ويستمع إلى آرائهم وانتقاداتهم وكذا اقتراحاتهم، وطبعا اللقاء كان في الشارع العام، علما أن الجميع يتحدثون عن دولة المؤسسات، لكن يبدو أن خيار النزول إلى الشارع صار الحل الأنسب لكل الأطراف..
وبالرغم من ارتباط هذا التحرك بالحراك، وإن كانرد الفعل في مثل هذه الحالات، يبقى خطوة مهمة في نهاية المطاف نحو الاستماع لنبض الشارع وكسب ثقته بالسعي إلى تلبية مطالبه المشروعة، إلا أن هذا الأسلوب، للحقيقة والإنصاف، ظل يعتمده اليعقوبي منذ توليه هذه المهمة على رأس ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، بعدما اعتاد القيام نهاية كل أسبوع بزيارات ميدانية لمجموعة من الأحياء بمدينة طنجة، ومتابعة مختلف الأوراش رفقة فريقه التقني، وفي كل مرة كان يحرص على الالتقاء بالسكان والإنصات إلى مطالبهم وملاحظاتهم، ويسعى للاستجابة لبعض منها، وهو ما يحسب له، ولو تعلق الأمر برسائل مشفرة في تحديد ميزان القوة بين مصالح الدولة وفق الاختصاصات المخولة لها..
وما أثار انتباه السكان، أن الوالي في خرجاته لا يصطحب معه أهل المجالس المنتخبة، ويفضل أن يكون بجانبه فقط من لهم علاقة بالأقسام التقنية، الذين يتولون مهمة تنفيذ الوعود، التي يقدمها في لقاءاته بالمواطنين، حسب الأوليات المسطرة في برامج عمله، فيما اختار العديد من المنتخبين، العالم الافتراضي لمخاطبة الرأي العام من خلال التعليق على مختلف القضايا المطروحة بعدد من المناطق على حائطهم الفيسبوكي، ويظل السؤال المتداول، ما السر في عدم قيام جل المنتخبين بزيارات ميدانية لمعاينة الأوضاع، التي تعيشها بعض الأحياء الهامشية بمختلف مدن الجهة، باعتبار أن العديد من المشاكل المطروحة من اختصاص المجالس المنتخبة المعنية بتوفير الحلول وتنزيلها على أرض الواقع وفق أجندة محددة؟، وهل الأمر هناله علاقة فعلا بما تعانيه العقدةمع المنشار؟..