
طنجاوي – غزلان الحوزي*
لطالما كان إلياس العماري يعتبر لمدة طويلة أحد أهم وأقوى رجال السياسة والأكثر نفوذا في المغرب، قبل أن تطيح به غضبة ملكية من زعامة حزب الأصالة والمعاصرة، بسبب طريقة تعامله مع حراك الريف، لينتهي به المطاف معزولا من رئاسة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بقرار من وزارة الداخلية.
وكانت ولاية طنجة – تطوان – الحسيمة، قد أعلنت عن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس مجلس جهة – طنجة – تطوان – الحسيمة بناءا على مذكرة أصدرها وزير الداخلية بتاريخ 17 أكتوبر 2019 تقضي بمعاينة انقطاع إلياس العماري عن مزاولة مهام رئيس المجلس الجهة.
إذن فوزير الداخلية هو الذي أوكل للوالي مهمة معاينة “الانقطاع عن ممارسة إلياس العماري لمهامه” و ”الغياب لفترة طويلة“، حتى يوم الإعلان الرسمي عن شغور منصب الرئاسة.
والواقع أن الخبر لم يكن فعلا مفاجأة، فإلياس بنفسه اعتبر نفسه عضوا “مستقيلا”، حيث تكاثرت الشائعات حوله، بعد أن بات قليل الحضور في الاجتماعات واللقاءات الرسمية في شهر شتنبر الماضي.
لقي معارضة قوية من داخل “البام”
يوحي هذا الخبر وكأنه سقوط مثير جدا، بما أن إلياس العماري كان يعتبر رجلا صاحب نفوذ كبير، و “من الشخصيات الأكثر تأثيرا والأكثر إثارة الاهتمام في المملكة”، حتى أن صحيفة “جون أفريك” قدمته سنة 2016 كرجل السنة؛ رجل لديه مسار سياسي استثنائي، ينحدر من عائلة ريفية بسيطة، انساق وراء النزعة والنضال الأمازيغي، وادى ضريبة بصدور حكم غيابي يقضي بسجنه.
في سنة 2018 استقال اليأس العماري من منصبه كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة “البام”، الحزب القائد للمعارضة داخل البرلمان، حينها علل مغادرته الطوعية على أنها إرادة شخصية، غير أن “قناصين” من تشكيلته السياسية أكدوا لصحيفة “جون أفريك” أن تخليه عن منصبه كان تحت الضغط.
الغضبة المكلية
كان إلياس العماري قد أعلن استقالته سنة 2017، بعدما أثارت طريقة تعامله مع الحراك الشعبي في الريف عضبة ملكية، باعتباره أهم معقل لحزب الاصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومن الصعب جدا ان لا يكون إلياس قد شعر بأنه كان المستهدف في الخطاب الملكي، الذي انتقد بلهجة صارمة تقصير الطبقة السياسية في التجاوب مع مطالب المواطنين.
تعرض إلياس العماري لانتقادات شديدة من قبل حزبه، و من داخل مجلس الجهة، اتهمه معارضوه في حزب العدالة والتنمية بالعجز في اقتراح مخطط للتنمية، حتى الرأي العام والصحافة عاينوا التأخير المتكرر لبعض المشاريع التي أعلن عنها المجلس، وسوقها عبر حملة إعلامية صاخبة مثل الاعلان عن مشروع مدينة محمد السادس لطنجة التكنولوجية (طنجة تيك).
وبمغادرة إلياس العماري لرئاسة مجلس جهة طنجة تطوان، يكون قد تم طي صفحة هذا السياسي الذي كان ينظر إليه كاكثر السياسيين نفوذا، فهل ستكون سقطته الأخيرة؟.
*عن جون أفريك بتصرف.