
طنجاوي
لم تمض سوى ساعات على توقيف ميلود النوراقي، المدير العملياتي لشركة “أمانديس” المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء وتطهير السائل بطنجة ثمانية أيام، مع فتح تحقيق حول حصيلة تدبيره طيلة الفترة التي تحمل فيها المسؤولية بصفته الرجل الأول بالشركة، حتى “بدأ الحديث عن ملفات يشتم منها رائحة الفساد، واللعب مع الكبار”، وفق ما أسرت به مصادر خاصة من داخل الشركة.
تواطؤ
وقالت المصادر ذاتها في حديثها ل”طنجاوي” إن من بين الملفات التي يتم تداولها بين ردهات مكاتب الشركة المفوض لها تدبير قطاع توزيع الماء والكهرباء، “فضيحة ضبط منعش عقاري شهير متلبسا بسرقة التزود بالماء والكهرباء بمشروعه السكني الراقي بقلب مدينة طنجة؛ بقيمة استهلاك تقدر بحوالي 100 مليون سنتيم.
وأضافت المصادر نفسها أنه وبدل تحريك المسطرة القانونية في حق المخالف، تم بضغط وتوطؤ من مسؤول نافذ بالشركة إقبار ملف المخالفة داخل درج مكتب هذا المسؤول، ولم يتم تفعيل المسطرة المعمول بها في مثل هاته النوازل.
وتابعت المصادر ذاتها أن المثير في هذه القضية هو ان “هذا المسؤول النافذ اقتنى مسكنا فاخرا من المنعش العقاري ذاته، أدى ثمنه نقدا تفاديا لمراقبة الأعين التي لاتنام”.
وأردفت المصادر عينها أن المسؤول النافذ في الشركة استفاد كمقابل على إقباره ملف سرقة التزود بالماء والكهرباء، من ثمن تفضيلي، يكاد يقارب سعر التكلفة.
شكايات
في الأثناء، تحدثت المصادر إلى” طنجاوي” عن أنه وإلى جانب هذا الملف، يجري الحديث كذلك، عن توصل المدير العام لأمانديس طنجة تطوان بشكايات من شركات رصدوا فيها معاناتهم من بعض المسؤولين النافذين.
وتورد المصادر موضحة أن هاته الشركات “فازت بصفقات إنجاز أشغال لفائدة الشركة، لكنها تجد عراقيل غير مفهومة وغير مبررة لمنعها من التوصل بمستحقاتها، عكس شركات أخرى، والتي تجد الطريق معبدا ومفروشا بالورود”.
افتحاص
وأكدت مصادر “طنجاوي” أن أنطوان بو، المدير العام لشركة آمانديس طنجة تطوان ، وبعد توصله بالضوء الأخضر من الإدارة العامة لمجموعة “فيوليا المغرب”، كلف مصلحة التدقيق والافتحاص الداخلي بأمانديس بإجراء عمليات تدقيق شاملة تستهدف حصيلة تدبير كبار مسؤولي المؤسسة بطنجة خلال فترة تحملهم المسؤولية، وذلك بهدف وضع تشخيص أولي للاختلالات قبل تكليف مكتب دولي للافتحاص والتدقيق بإجراء عملية تفتيش شاملة داخل شركة أمانديس.
وترى المصادر نفسها أن شركة “أمانديس” باتت بحاجة إلى “زلزال أو رجة حقيقية من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، خاصة وأن مسؤولي بعض المصالح الحيوية، التي تعتبر منجما للاغتناء، ظلوا في مناصبهم لسنوات طويلة، فاقت 10 سنوات بالنسبة لبعضهم، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول سبب احتفاظهم بكراسي المسؤولية طيلة هذه المدة الطويلة.
ولم تستبعد مصادر “طنجاوي” أن تكون هاته الاختلالات من بين الأسباب التي دفعت المدير العام لأمانديس طنجة تطوان إلى اتخاذ قرارات تأديبية في حق بعض كبار مسؤولي الشركة، مؤكدة أن رؤوسا كبيرة باتت تتحسس رؤوسها، لأنها تدرك حجم الاختلالات التي تحاصر فترة تدبيرها لمهامها.