
طنجاوي
أكد الرئيس المؤسس لمعهد “أماديوس”، إبراهيم الفاسي الفهري، أن المغرب نهج مقاربة شاملة في مواجهة الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وقال الفاسي الفهري، في كلمة خلال افتتاح الجلسة الأولى ضمن “محادثات ميدايز”، أمس الثلاثاء (10 نونبر)، إن “الأوان حان أكثر من أي وقت مضى للتشاور والتعاون، وبكل بساطة للتعددية. الردود الوطنية، ولكي تكون فعالة، يتعين أن تعكس صدى مقاربة شاملة، أي دولية”، مضيفا أنها “الروح التي تحرك المغرب الذي قام، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببناء استراتيجية رد مكونة من ثلاث مستويات”.
وأوضح أن المغرب تبنى ردا صحيا استباقيا، من خلال تأهيل قطاع الصحة الوطنية ومضاعفة عدد أسرة الإنعاش، والتأقلم السريع والفعال للقطاع الصناعي لإنتاج، على نطاق واسع، الكمامات الطبية والمحاليل الكحولية المعقمة، بل أيضا لأجهزة التنفس، لافتا إلى أن “المملكة تنتج حاليا حوالي 16 مليون كمامة في اليوم”.
موازاة مع الرد الصحي، تابع إبراهيم الفاسي الفهري، أن المغرب أعد ردا اجتماعيا واقتصاديا غير مسبوق في تاريخ المملكة وهو ما رسم ملامح “دولة اجتماعية جديدة”، وذلك من خلال الصندوق الخاص لتدبير ومواجهه جائحة فيروس كورونا باعتمادات فاقت 3 ملايير أورو، والذي ما زال يواصل دعم السكان المتضررين، بداية خلال مرحلة الحجر الصحي ثم بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن ذلك، مشيرا إلى أنه في سياق هذه المبادرة غير المسبوقة، أعلن الملك عن تعميم التغطية الاجتماعية والطبية في أفق عام 2025.
وسجل أن المغرب اختار أيضا، منذ عدة أشهر، استراتيجية استباقية في مجال الحصول على لقاح لكوفيد 19، تقوم على التعاون الدولي، خاصة مع الصين وبعض الدول، مذكرا بأنه تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتبعا للنتائج المشجعة للقاحات وفق معاينات منظمة الصحة العالمية، أعلن مساء أمس الاثنين عن إطلاق عملية وطنية واسعة للتلقيح ضد كوفيد 19 خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سيجعل المملكة واحدة من البلدان الأولى في العالم التي بادرت لإطلاق حملة مماثلة لإنهاء “المرحلة الحادة من الوباء”.
في سياق حديثه عن هذه النسخة الخاصة من منتدى “ميدايز”، أكد إبراهيم الفاسي الفهري أنه على غرار البرنامج الاعتيادي للمنتدى، تشكل القارة الإفريقية محور عدد من جلسات “محادثات ميدايز”، منوها بأن المنتدى يشكل مناسبة لاكتشاف الفرص المتاحة لإفريقيا خلال مرحلة ما بعد جائحة كورونا، والدروس المستخلصة وأهمية التكنولوجيات الرقمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة والدور المحوري للشراكات جنوب – جنوب بالنسبة للبلدان في طور النمو.
كما استعرض الخطوط العريضة لتقرير “التكيف، والابتكار، والمهارة، والإبداع، والنجاعة : خمس ركائز لإنعاش وبلورة نموذج تنموي لما بعد كوفيد -19″، الذي نشره معهد أماديوس في غشت الماضي، والذي يقترح خمسة أولويات مطلقة، ويتعلق الأمر ببناء الدولة الاجتماعية والرأسمال البشري وأدوات الانعاش الاقتصادي والتحكم بزمام المصير الصناعي في عالم معولم (السيادة الصناعية) وتحسين كفاءة عمل القطاع العام على ضوء التطور التكنولوجي المتواصل.