أخبار الجهات

بسوس الداخلة …. من قتلها ؟ و ما الغاية من الصراع

السبت 20 أبريل 2024 - 19:42

بسوس الداخلة …. من قتلها ؟ و ما الغاية من الصراع <br>



لا يخفى على المتابع للشأن السياسي و المحلي بالجهات الجنوبية للمملكة أن حزب الاستقلال يعيش حالة من “اللاإستقرار” إن صح التعبير، منذ ما اسموه منتسبي الحزب ” بالخلوة ” و التي انبثقت منها مجموعة من التيارات المتنافسة حول قيادة سفينة حزب الميزان داخل المعترك السياسي رغم التحالف الحكومي بين أحزاب الأغلبية ، و لا يخفى كذلك على المهتمين بالشؤون القانونية المرتبطة بالأنظمة الحزبية أن حزب الميزان ” غير قانوني ” باعتباره تنظيم سياسي منتهي الصلاحية بناءا على نهاية صلاحية الأمين العام دون انعقاد مؤتمر وطني يسمح بإعادة هيكلة أطر و لجان الحزب، إلا أننا نعلم مدى قوة الاخير داخل التركيبة السياسية المغربية اذ تعتبر التيارات المتنافسة قواعد شعبية في مجموعة من أقاليم المملكة و خاصة الجهات الجنوبية الثلاث

  • حمدي ولد الرشيد ، ماهية تدخله و كيف ذلك ؟

حسب مجموعة من المراحل السياسية، حمدي ولد الرشيد الشخصية الاكثر نشاطا و توسعا داخل الحزب موضوع الجدل حتى اضحى وصفه بالمتحكم في مفاصل حزب علال الفاسي ، حيث تطلب بناء هاته القلعة السياسية وقت طويل و تدخل عالي المستوى من طرف الدولة من أجل احتواء الصحراويين و السير بهم نحو المشاركة السياسية و تخليق الفكر الاجتماعي الصحراوي تمهيدا لتنزيل الحكم الذاتي ، هذا جعل منه ( حمدي ) الاكثر قوة داخل الاقليم، حيث نصب نفسه منسق الحزب للجهات الجنوبية الثلاث و هي القشة التي قسمت ظهر البعير حسب تعبير مناهضي ” التبعية ” و اعتبروها ضغط سياسي و سيطرة غير مرغوبة ، دخل بها حمدي ولد الرشيد عن طريق مناضلي الحزب بصفته عضو اللجنة التنفيذية محاولا فتح باب التوافق الأمر الذي رفضه رئيس جهة الداخلة و المنسق الجهوي لذات الحزب في ذات الجهة واصفا الحركة بالتبعية لحمدي و الأمر الذي وصفه الرأي العام المحلي بالداخلة غطرسة سياسية في الوقت الذي يصرح فيه ساسة التوافق الحكومي أنه غدر سياسي من طرف رئيس الجهة خاصة و رحلة التوافق التي شهدتها انتخابات ” كورونا”

رئيس الجهة و المواجهة السياسية، كيف عاهد و تراجع، الأسباب ؟؟

حسب رحلة استقصائية بين اطياف الساسة و كذلك رأي المواطن المحلي بمدينة الداخلة عاصمة أقاليم واد الذهب ، و بين المؤيد و المعارض تتناول مواضيع العامة اسم الخطاط ينجا تارة وصفه البعض بالعنصري القبلي و اخر بالعنصرية الاستقطابية التي تعرفها الجهة باستقدام فئات مهمة من ساكنة نواذيبو الموريتانية و مخيمات تندوف تحت ظل قبلية و قرابة استثمارية حيث وصفه البعض ب”المستثمر الغشاش” اذ يعمل رئيس الجهة على تمويل مشاريعه عبر رئاسته لكن لا يوجد الا مشروع واحد فقط داخل الجهة و الباقي بين نواذيبو و دبي ، الا أن هنالك رأي آخر يشهد ان الدكتور الخطاط ينجا من الشخصيات القلائل التي ظفرت بهم مدينة الداخلة من حيث الثقافة و السياسة و حتى الإنسانية في حالات عديدة حيث خصص ميزانية مهمة لتمويل مشاريع ذات طابع اجتماعي ، تخص الصحة و السكن و التشغيل كما أن الجهة توفر دعم مالي و لوجيستيكي للمرضى المعوزين بمدينة الداخلة لأجل التطبيب و الأدوية و الدعم الفني و التقني لجمعيات المجتمع المدني و كذلك عرضيات مالية لمجموعة من الأسر الفقيرة كما أنه يترافع بشدة داخل و خارج البلاد للرفع من مستوى الاستثمار و تحفيز الاجانب للمشاركة الفعلية الى جانب المستثمرين المحليين في إطار عقد شراكات استثمارية بجهة الداخلة و هي الشوكة التي غس بها حلق حمدي ولد الرشيد حسب تعبير الساكنة و اعتبروه توسع أطماع حزب الاستقلال للسيطرة على النمودج التنموي لجهة الداخلة كما الحال لجهة العيون و ما شهدته مشاريع المخطط الملكي التنموي بالأقاليم الجنوبي اذ من المرتقب النهوض الكامل بجوهرة الصحراء و جعلها قطبا سياحيا و استثماريا منافسا ضمن خريطة أموال المملكة و هو الشي الذي جعل حمدي يعتبرها هدفا ربحي مهم ، الأمر الذي استشعره الخطاط ينجا و اعتمد مطلب “تحرير” جهة الداخلة من التبعية للعيون عاصمة الأقاليم الجنوبية بعد عهدة توافق بينه و بين تيار حمدي بجهة الداخلة و هو الأمر الذي تسبب في تشنج العلاقات السياسية بين مجموعة من المجالس المنتمية للاحزاب التوافق ، الخطاط ينجا اعتمد على ميزانية الصناديق و أوقف عملية تمويل المشاريع داع والي الجهة للتدخل و تسليمه باقي الميزانية رافضا المشاركة في التمويل و هو الشئ الذي اعتبره البعض عرقلة تنموية خارج مخطط الجهوية الموسعة و معارضة واضحة للحكم الذاتي و العودة إلى زمن ” تمخزن” التسيير الإداري و المالي بالموازات مع الخطابات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالمستوى التنموي و تخليق الحياة العامة للمواطن المغربي

جهة الداخلة ، نتائج الصراع و الى أين ؟؟

كل ما تقدمنا به في بداية هاته المقالة هي استطلاعات رأي و استقصاء في بعض من الحالات اذ تحفظنا عل ذكر العديد من الامور التي لا داعي لنشرها او بالاحرى لا تخدم المصلحة العامة ، اذ حسب ما يتم تداوله داخل الاوساط السياسية و المهتمة بالشأن السياسي داخل و خارج المنطقة ، أن هاته الخطوة التي نهجتها حرب الاقطاب في ما بات يعرف ب ” معركة التبعية ” لا تخدم المصالح المشتركة بين من تعتبرهم الأمم المتحدة ممثل شرعي لساكنة الصحراء الاقليم المتنازع عليه و المستهدف من اطراف عديدة و ان المتتبع لهاته المسرحية يعلم أن الخطاط ينجا تم عزله بطريقة او بأخرى ، و لسبب واضح هو اختيار جهة كليميم من طرف حمدي و استقباله من طرف عائلة بوعيدة و هو الأمر الذي راهن عليه الخطاط في إطار المؤازرة و التحالف الصحراوي صحراوي داخل هياكل حزب الاستقلال لاجل التحرر من التبعية للعيون الا أن حمدي باختياره تأطير جهة كلميم تقدم برسالة مفادها أن ” الداخلة الانفصالية ” وسط ترويج اعلامي خطير من داخل قاعة ” معركة البسوس” ، توقيع الخطاط ينجى على محضر المؤتمر اعتراف ضمني على التوافق التبعي ، مبررا على عدم حضوره بنشره لنشاط رياضي كان ضمن برنامجه المصادف ليوم المؤتمر الاقليمي ، كل هاته الأحداث تجعل من الخطاط ينجا بطلا قومي داخل اقاليم الصحراء خاصة و التشنج الذي تشهده مجموعة من المجالس المعارضة لسياسة ولد الرشيد و سخط المواطنين على دكتاتوريته ، بالمقابل تيار أهل الرشيد الفسيفسائي داخل جهات الصحراء يعتبره المواطن المحلي الجناح الأمني الثاني للبلاد و ضامن استقراره اذ شهد في السنوات الأخيرة انخراط مجموعات كبيرة من المواطنين داخل هياكل الحزب حتى اضحى الحزب الاكثر تمثيلية بالجهات الجنوبية للمملكة و ولد الرشيد الشخصية الاكثر ثأثيرا على المشهد السياسي في الصحراء