أخبار جهوية

“22 يوما دون أجر”..عمال شركة سوناسيد التابعة لعائلة أهل الرشيد يطالبون بحقوقهم “المسلوبة”

الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 00:04

“22 يوما دون أجر”..عمال شركة سوناسيد التابعة لعائلة أهل الرشيد يطالبون بحقوقهم “المسلوبة”

تجمع صباح اليوم بمدينة العيون، أكثر من 25 عاملًا من شركة سوناسيد أمام فيلا حمدي ولد الرشيد الواقعة بشارع مكة. هذا التحرك يأتي في إطار مساعي العمال للمطالبة بحقوقهم المادية والمعنوية التي يرون أنها سُلبت منهم.

وفقًا لمصادر خاصة لـ”الصحراء اوريخينال”، فإن اختيار منزل حمدي ولد الرشيد كموقع للاحتجاج يعود إلى كونه الممثل القانوني لشركة سوناسيد. ومع ذلك، أشارت مصادر أخرى إلى أن الممثل القانوني الفعلي للشركة هو ابن أخيه، الذي يشغل منصب رئيس جهة العيون الساقية الحمراء.
ويكشف هذا الاحتجاج عن عمق الأزمة العمالية التي تعصف بالشركة. حسب مصادر، حيث يعمل هؤلاء العمال في ظروف وصفت بأنها “غير إنسانية” وتتعارض بشكل “صارخ” مع قانون الشغل المغربي والمواثيق الدولية ذات الصلة. وتفصيلًا لهذه الظروف، يضطر العمال للعمل لمدة 12 ساعة متواصلة، من السابعة مساءً حتى السابعة صباحًا، وعلى ارتفاع يصل إلى 24 مترًا عن سطح الأرض.


وتزداد المأساة عمقًا عندما نعلم أن أجر العامل لا يتجاوز 16.30 درهمًا في الساعة، يُقتطع منه واجبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، دون توفير وجبة العشاء. حسب ما أفاد به عمال. هذا الأجر الزهيد، الذي لا يتناسب مع طبيعة العمل “الشاقة والخطرة”.
وكأن هذه الظروف القاسية لم تكن كافية، فقد أضافت مصادر أن العمال محرومون من رواتبهم منذ أكثر من 22 يومًا دون أي تبرير مقنع. هذا الحرمان من الأجور وضع العمال وأسرهم في مأزق حقيقي، خاصة مع حلول موسم الدخول المدرسي. فقد وجد العديد من العمال أنفسهم عاجزين عن توفير الكتب واللوازم المدرسية لأبنائهم، مما يهدد بانقطاع هؤلاء الأطفال عن الدراسة، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم دائرة الفقر مستقبلًا.
ومما يجدر ذكره أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها عمال سوناسيد مشاكل مع الشركة. فقد سبق وأن احتجوا في مناسبات سابقة، مطالبين بوضع حد لما وصفوه بـ”سياسة اللامبالاة وسلب الحقوق” التي تنتهجها الشركة. هذا النمط المتكرر من النزاعات العمالية يثير تساؤلات جدية حول ممارسات الشركة وسياساتها تجاه موظفيها. كما توضح مصادرنا.


إن استمرار هذه الأوضاع المتردية يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخل الجهات المعنية، سواء كانت حكومية أو نقابية، لضمان حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم. كما يبرز ضرورة إجراء تحقيق شامل في ممارسات شركة سوناسيد، والتأكد من التزامها بقوانين العمل المغربية والمعايير الدولية.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل ستستجيب إدارة الشركة لمطالب عمالها وتعمل على تحسين ظروفهم، أم أن هذا الاحتجاج سيكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من النزاعات العمالية التي تشهدها المنطقة؟ إن الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال، وسط ترقب من قبل العمال.