أخبار وطنية

نجاح أول عملية جراحية عن بُعد في المغرب بين الدار البيضاء والعيون

السبت 3 مايو 2025 - 15:32

نجاح أول عملية جراحية عن بُعد في المغرب بين الدار البيضاء والعيون

شهد المغرب، يوم الجمعة 2 ماي 2025، إنجازًا طبيًا غير مسبوق تمثّل في إجراء أول عملية جراحية عن بُعد (تيليجراحة) باستخدام روبوت جراحي، بين مدينتي الدار البيضاء والعيون، وذلك في سابقة تُعد الأولى من نوعها على الصعيد الوطني.

العملية، التي قادها الدكتور عادل أوزان، جراح المسالك البولية وخبير الجراحة الروبوتية، انطلقت من المركز الدولي للأورام بالدار البيضاء، واستهدفت مريضًا في المصحة الدولية بالعيون، حيث خضع لعملية استئصال جذري للبروستات عن طريق تحكم عن بُعد. وقد تم تنفيذ العملية بدقة عالية، وحالة المريض توصف بالمستقرة، مع توقعات بمغادرته للمصحة في وقت قريب.

جاهزية تكنولوجية متقدمة

تمكنت المؤسستان الصحيتان من إنجاح هذه العملية الدقيقة بفضل تجهيزات تقنية متقدمة، شملت روبوتات جراحية من الجيل الجديد، وبنية تحتية رقمية دقيقة وفائقة الاستجابة. وقد تم ربط المصحتين عبر شبكة SD-WAN تعتمد على خطي اتصال عاليي السرعة: أحدهما بالألياف البصرية والآخر عبر موجات الميكروويف، ما أتاح استجابة شبه فورية بزمن تأخير لا يتجاوز 20 ميلي ثانية، وهو ما ضمن ظروفًا مثالية للتدخل الجراحي عن بُعد.

فريق طبي رفيع ومتكامل

قاد الدكتور أوزان العملية من مسافة تزيد عن 1100 كيلومتر، فيما تكفّل فريق طبي مؤهل في العيون بالإشراف المباشر على حالة المريض تحسبًا لأي طارئ، ضمّ الدكتور يونس تباري والبروفسور عادل ملوكي، إلى جانب طبيب الإنعاش الدكتور اعزيزي خالد، الذي تولى إدارة الجانب التخديري للعملية، وتحت إشراف طاقم شبه طبي بقيادة مديرة التمريض سهام البحتري.

وفي تعليق له على الحدث، عبّر الدكتور أوزان عن اعتزازه بهذا الإنجاز قائلا: “أشعر بفخر عظيم، فقد أصبح بإمكاننا اليوم إجراء عمليات دقيقة عن بعد، وهو ما كان يُعد مستحيلاً حتى قبل سنوات قليلة.”

من جانبه، أكد مسؤول إداري بارز في المؤسسة الصحية أن هذا التطور “يمهد الطريق أمام لا مركزية حقيقية للرعاية الصحية، ويعزز فرص استفادة المرضى من أحدث الابتكارات الطبية، أينما كانوا في المملكة”.

نحو تعميم الطب المتقدم

يشكل هذا النجاح خطوة مفصلية في مسار تطوير المنظومة الصحية الوطنية، ويؤشر على إرادة واضحة في تعميم الولوج إلى الرعاية المتقدمة، وتجاوز الفوارق الجغرافية، وتعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي للابتكار الطبي في إفريقيا والعالم العربي.