
شهد كأس العالم للأندية 2025، المقام حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، حضوراً لافتاً وبارزاً للصافرة الموريتانية، من خلال الأداء المتميز الذي قدمه الحكم الدولي دحان بيده، والذي اعتُبر من أبرز الأسماء التحكيمية في هذه النسخة التي تقام لأول مرة بنظام موسع يضم 32 نادياً من مختلف قارات العالم.
وقد أدار الحكم الموريتاني مباراتين من العيار الثقيل، حيث قاد المواجهة التي جمعت بين إنتر ميلان الإيطالي وأوراوا ريد ديامونز الياباني، قبل أن يُسند إليه طاقم التحكيم في اللقاء الذي جمع ريال مدريد الإسباني وسالزبورغ النمساوي، وهو ما يعكس حجم الثقة التي تحظى بها الكفاءة التحكيمية الموريتانية على المستوى الدولي.
أداء دحان بيده في هذين اللقاءين نال إشادة واسعة من محللين رياضيين وخبراء تحكيم، حيث تميز بصرامة في اتخاذ القرارات، وتمركز جيد داخل الملعب، وهدوء واضح في التعامل مع اللحظات الحاسمة. هذه الصفات جعلت منه سفيراً نموذجياً للتحكيم الموريتاني في واحدة من أكبر البطولات الكروية العالمية.
ويُجسد هذا التألق ثمرة الاستراتيجية التي انتهجها الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في السنوات الأخيرة، من خلال برامج تأهيل وتكوين مستمرة للحكام الوطنيين، وفتح المجال أمامهم للمشاركة في الدورات الدولية، إلى جانب الاستفادة من خبرات الفيفا والاتحاد الإفريقي. وقد ساهمت هذه المقاربة في رفع المستوى الفني والمهني للتحكيم الموريتاني، وتهيئة حكام أكفاء قادرين على تمثيل بلدهم بأعلى المحافل.
الحكم دحان بيده، الذي راكم تجربة دولية محترمة، لم يكن مجرد مشارك في البطولة، بل أصبح وجهاً مشرفاً لموريتانيا في ملاعب العالم، ومصدر فخر للوسط الرياضي الوطني، خاصة في ظل الإشارات الإيجابية التي تبعث بها لجنة الحكام في الفيفا بشأن استمراره في قيادة مباريات أخرى خلال الأدوار المتقدمة.
ويُنتظر أن يشكل هذا الحضور اللافت للحكم الموريتاني حافزاً إضافياً للأجيال القادمة من الحكام في بلاده، ويعزز مكانة موريتانيا على خارطة التحكيم القاري والدولي، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى كفاءات تحكيمية تواكب التطور السريع في كرة القدم الحديثة.
مونديال الأندية 2025 لم يكن فقط مسرحاً لتألق الأندية العالمية، بل كان أيضاً منصةً برز فيها اسم دحان بيده كأحد أبرز وجوه التحكيم في البطولة، في إنجاز يفتح الباب واسعاً أمام مستقبل واعد للتحكيم الموريتاني.