
محمد كويمن
كان أسبوعا حافلا بطنجة، حققت خلاله السلطات المحلية إنجازا رائعا، حين استطاعت مصالح الولاية والجماعة، القضاء على مجموعة من الكلاب الضالة، بعدما استعملت لأول مرة السم لقتل أكبر عدد من هذه الحيوانات، التي تقلق راحة ساكنة المدينة وزوارها..
وهكذا صارت طنجة تنعم بالراحة، فلا قافلة تسير ولا كلاب تنبح..
ويرتقب أن يعقد الوالي والعمدة، ندوة صحفية لتقديم حصيلة هذه الحملة، والإعلان رسميا عن توفير الراحة لسكان طنجة مع حلول العام الجديد، سنة حلوة بدون كلاب، ورفع شعار “فخورون بخدمتكم بالسم القاتل”، وطبعا على أهل المدينة أن يعترفوا بنجاح السلطات في إنهاء معاناتهم مع الكلاب الضالة، ويرددوا “مع السم نشعر بالأمان”، وما عليهم إلا أن يضعوا ثقتهم في السم ولو كان قاتلا..
ويبدو أن السم هو الحل المناسب للقضاء على الكثير من المشاكل العالقة بالمدينة، ولعل هناك العديد من الأمثلة في توظيف أنواع مختلفة من السموم لمواجهة العديد من الظواهر المقلقة، التي لم تنفع معها وصفات التنمية البشرية والتأهيل الحضري، كمفعول سم البرد، الذي تكفل بمعالجة أوضاع العديد من المشردين، دون الحاجة لمراكز الإيواء والمساعدة الاجتماعية، وكذا الأفعال المسمومة لمجموعة من المسؤولين، التي ساهمت في “تسميم” الإدارة، ناهيك عن السم الانتخابي، الذي حقنت به مرافق تدبير الشأن المحلي والجهوي، وفق حسابات “مسمومة”، لا تخضع لمبدأ المساءلة والمحاسبة، كما تجرعت مواقع طبيعية وأثرية مرارة هذا السم..
ليس العيب في محاربة الكلاب الضالة، بل هذا من صميم مهام الجماعة، وهي التي تخصص مليون درهما سنويا لشراء مبيدات الطفيليات والحشرات، ومليون درهما أخرى لإبادة الفئران، لكن ليس الكلاب وحدها الضالة في هذه المدينة، فهناك الكثير من الضلالة، ومعناها وفق معجم المعاني الجامع “سلوك طريق لا يوصل إلى المطلوب”، فاجتنبوها لعلكم تفلحون..