أخبار من الصحراء

كورنيش مدينة طنجة يشعل جبهة جديدة من حرب الاختصاصات بين الوالي والعمدة

الأحد 21 يونيو 2015 - 13:32

كورنيش مدينة طنجة يشعل جبهة جديدة من حرب الاختصاصات بين الوالي والعمدة

طنجاوي

رغم إصرار كل من الوالي اليعقوبي والعمدة فؤاد العماري، على رفض الإقرار علانية بوجود حرب صامتة بينهما، فإن واقع الحال يؤكد عكس ذلك تماما، فالعلاقة بين الرجلين وصلت مرحلة القطيعة، وأن صراعا ضاريا يجري بشكل يومي على أرض الواقع يهم اختصاصات كل طرف منهما حول مجالات تدبير شؤون المدينة.

آخر فصول الصراع بين الطرفين، كان محج محمد السادس، أو ما يعرف بالكورنيش، مسرحا له، كيف ذلك:

مستهل الأسبوع المنصرم اتصل الكاتب العام لولاية طنجة، محمد قبلي، برضوان الزين نائب العمدة فؤاد العماري، المفوض له تدبير قطاع السير والجولان، طالبا منه إصدار قرار عاجل يمنع بمقتضاه وقوف السيارات على جنبات كورنيش المدينة بملابطا، بشكل نهائي  وعلى مدار الساعة، ناقلا له أن هذا القرار هو تنفيذ لرغبة الوالي اليعقوبي. طبعا نائب عمدة طنجة، اعتبر رغبة الوالي أوامر يجب أن تنفذ في الحال، فاصدر القرار دون الرجوع إلى عمدة المدينة.

هذا الأخير وفور أخذه علما بالموضوع، أقام الدنيا ولم يقعدها، معتبرا استصدار الوالي لهذا القرار يعد تدخلا في اختصاص حصري لمجلس المدينة، على اعتبار ان تنظيم حركية السير والجولان بالمدن من اختصاص المجالس المنتخبة، وأن القرار متسرع، ولا يجب تنزيله موضع التنفيذ قبل الانتهاء من أشغال إنجاز المواقف تحت أرضية، ولذلك طالب رضوان الزين بإلغاء القرار تحت طائلة اتخاذ ما يمنحه له القانون من صلاحيات، وكان له ما أراد.

هاته الواقعة تكشف مستوى القطيعة التي وصلت لها علاقة الوالي بالعمدة، وأن غياب التنسيق بينهما ستدفع المدينة ثمنه بالتأكيد، لأن مصلحة المدينة تفرض عليهما التعايش والتعاون، لا التنافر والانفراد باتخاذ القرارات والقرارات المضادة.

و تتساءل ساكنة المدينة باندهاش واستغراب كبيرين حول الأسباب التي تمنع الطرفان من عقد اجتماعات منتظمة بينهما لمناقشة المشاريع التي تشهدها المدينة، ومراحل الإنجاز، والبث في القرارات المصاحبة لها، التي يجب استصدراها لتسريع وثيرة الإنجاز، ذلك أن إصرار كل طرف منهما على الانفراد بتدبير شؤون المدينة أصبح يتهدد السير العادي لمرافق المدينة، مما بات يفترض تدخلا مركزيا مستعجلا لتفادي أي تأزيم وشيك للأوضاع.