
طنجاوي
كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف ليلة أمس المكان: شارع المكسيك. قطيع لا بأس به من الكلاب الضالة، تجوب الشارع، بدا المشهد وكأن أحد جاء بهم إلى وسط المدينة على متن سيارة، وأطلق لهم العنان ليتجولوا، في هذا الشارع الذي بدأ يخلو من الباعة، فيما بعضهم لا زال يحسب بضاعته، أما المقاهي فكانت في تلك اللحظات تستعد لإغلاق أبوابها.
بدا المشهد غريبا ومضحكا في نفس الوقت. أزيد من 15 كلبا، يجوبون شارع المكسيك قبل أن يتجهوا نحو شارع محمد الخامس، في اتجاه كورنيش طنجة وكأنهم يحفظون طريقهم جيدا.
هذا المشهد يعيدنا إلى طرح إشكالية الكلاب الضالة التي بدأت تنشر بشكل غريب بمدينة طنجة، دون أن تتخذ السلطات المعنية بحفظ السلامة الصحية قرار بشأنهم إما قتلهم، أو ترحيلهم إلى منطقة بعيدة عن السكان لما قد يتسببون من أضرار صحية للمواطنين.
هذا، وقال أحد المواطنين ، إن الحالة التي وصلت إليها المدينة من خلال انتشار عشرات الكلاب الضالة والمتوحشة أصبحت صعبة للغاية، مضيفا أن بعضها يهاجم المواطنين، وخصوصا الأطفال .
وأشار المتحدث إلى أن أعدادا من الكلاب الضالة تقوم بالتجوال بحرية بين الأحياء السكنية، لافتا إلى أن بعض هذه الكلاب ضخمة الحجم وتشكل خطرا حقيقيا عند مهاجمتها للمواطنين الذين يهربون منها. وأوضح المتحدث أن على السكان تقديم شكاوى إلى كل الجهات الرسمية بطنجة لإيجاد حل لهذه المشكلة التي أصبحت تؤرق المواطنين وتشكل خطرا على حياتهم.
ولم يعد يقتصر انتشار الكلاب الضالة، فقط على المناطق الهامشية من مدينة طنجة، بل امتدت هذه الظاهرة إلى وسط المدينة.
من جهته، قال احد الفاعلين الجمعويين بأن هناك غياب أي مبادرة تحسب للمجلس في الاستثمار في مجال البيئة و الوقاية و السلامة الصحية للساكنة حيث أصبح انتشار الكلاب الضالة جزء من مشهد المدينة.
وأبرز المتحدث أن المصالح الجماعية لا تبذل أي مجهودات تذكر أمام هذه الظاهرة “فإذا ما رجعنا إلى ميزانية 2016 وميزانية 2017 ،فلا نجد هناك اختلاف أو زيادة ملحوظة خاصة بدعم مكتب حفظ الصحة الذي من اختصاصاته محاربة الكلاب الضالة بالمدينة، يضيف الفاعل الجمعوي.