
طنجاوي
غليان غير مسبوق يعيشه سوق كاسبراطا هاته الأيام، بسبب استفحال العديد من المشاكل، أبرزها السيطرة التامة للباعة المتجولين على جميع الفضاءات المحيطة بالسوق، حتى صار التجار يشعرون وكأنهم صاروا معتقلين داخل محلاتهم، تحت رحمة الفراشة.
المصيبة أن قائد الملحقة 15 يساهم هو الآخر في توتير الأجواء، الذي يلجأ لاستفزاز التجار كلما طالبوه بتحمل مسؤولياته في تحرير الملك العام، حيث يصر هو وأفراد القوات المساعدة على التغاضي عن الفراشة، الذين صار لهم لوبي يحمي وجودهم، أمام تساهل غريب من قائد المحلقة، لأسباب لا يعرفها إلا الطرفان.

الوضع الأمني وصل إلى مستوى التسيب في غياب أي حضور للشرطة، حيث صارت المحلات التجارية وجيوب الآلاف من مرتفقي هذا السوق مستباحة للصوص، حيث يشهد السوق يوميا عشرات من ضحايا السرقة والسطو باستعمال الأسلحة البيضاء في غياب مريب للشرطة.
حدة الغليان وصلت حد الانفجار، حيث قرر التجار تنظيم مسيرة في اتجاه ولاية طنجة لمطالبة الوالي اليعقوبي بالتدخل لإعادة ضبط الأوضاع، وفتح تحقيق في تجاوزات قائد الملحقة 15، وإيجاد حل لانعدام الأمن داخل السوق و بالفضاءات المحيطة به.
لكن وحسب مصادر متطابقة من رابطات التجار بالسوق، فإنه وعلى إثر اجتماع عقدوه أول أمس مع رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمقر الغرفة، تم الاتفاق على تأجيل المسيرة الاحتجاجية، بعد التزام الرئيس بعقد لقاء مستعجل مع الكاتب العام للولاية ومع والي أمن طنجة، من أجل وضعهما في الصورة الحقيقية للأوضاع التي يعرفها سوق كاسبراطا، ملتمسا من التجار التريث ومنح بعض الوقت للمسؤولين من أجل إيجاد حل للمشاكل المطروحة، وهو الالتماس الذي استجاب له التجار.

وختمت ذات المصادر تصريحها بالتأكيد على أن قائد المقاطعة يتحمل المسؤولية الكبرى في تأزيم الأوضاع بالسوق، حيث تأكد الجميع من وجود علاقة غير طبيعية بينه وبين كبار المتحكمين في الفراشة، مستدلين على ذلك بكون الفراشة يتبخرون كلما هم الوالي اليعقوبي بزيارة الفضاءات المجاورة للسوق، خاصة في الصباح، لكن ما إن يغادر حتى ترجع الأمر إلى ما كانت عليه، طالبين من الوالي القيام بزيارة السوق على حين غرة وخصوصا في المساء ليقف بعينه على حجم الكوارث التي يعرفها هذا المرفق الحيوي بمدينة طنجة.