
طنجاوي
منذ ما يناهز سنتين وساكنة “عزيب الحاج قدور” بطنجة تعيش معاناة حقيقية بسبب قنوات المياه العادمة، وانتشار العديد من الحفر والخنادق والأتربة المتراكمة بمختلف أحياء المنطقة، وغياب شبه تام للإنارة العمومية، فضلا عن إلقاء مخلفات أوراش البناء على جنبات الوادي، الذي أصبحت روائحه تزكم أنوف الساكنة، وباتت تشكل لهم كابوسا حقيقيا، ، ناهيك عن جحافل البعوض، الذي يشن غزواته الليلية على الشقق المجاورة لمجرى الواد. وهي الوضعية التي صارت بمثابة حكم إدانة على الفشل الذريع لكل من يتحمل مسؤولية تدبير شؤون مدينة طنجة.

وعلى الرغم من الإعلان على أن أشغال إعادة هيكلة مياه الصرف الصحي بطنجة جرى التخطيط لها بشكل شمولي، غير أن تنفيذ المشروع لم تستكمل مراحله بعد، من دون الكشف عن الأسباب الحقيقية التي حالت دون استكمال الأشغال، التي انطلقت منذ أشهر.
أكثر من ذلك عمد المسؤولون إلى هدم قنطرة شيدها سكان الحي على نفقتهم،بعد يأسهم من استجابة السلطات لمطالبهم،وذلك لتسهل عملية العبور من ضفة إلى أخرى، خصوصا وأن فصل الشتاء يشهد ارتفاع منسوب المياه بالوادي، وهي القنطرة التي صارت الممر الوحيد والذي يعتبر الممر الرئيسي لقاطنين بالمجمعات السكنية المجاورة. المصيبة أن إنجاز قنطرة جديدة لم يكن مطابقا للمواصفات المعمول بها. حيث بنيت على ارتفاع كبير، مما جعل منها حاجزا يحول دون التحاق السكان القاطنين ببيوتهم. مما فرض على النساء و المسنين، والأطفال على قطع مسافة كبيرة للوصول إلى مساكنهم.

هذا بالإضافة إلى مشكل انعدام الإنارة العمومية بالحي، مع ما تتسبب فيه من وقوع جرائم السطو والنشل واعتراض المارة بالسلاح الأبيض، حيث يستغل اللصوص وقطاع الطرق الظلام الدامس الذي يعم المنطقة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، مستغلين في ذلك الغياب التام لأي حضور أمني.
