
محمد كويمن العمارتي*
سبق أن حسمت قيادة حزب المصباح في اختيار وصيف وكيل لائحة الحزب بطنجة، حين أصر “الزعيم” على “رد الاعتبار” لأحد “مناضليه”، الذي اعتبره “ضحية”، علما أن رد الاعتبار يكون في غالب الأحيان مطلب أصحاب السوابق، ومع ذلك “كمد” أهل المصباح تداعيات هذا القرار إلى ما بعد ظهور النتائج احتراما لموقف زعيمهم، الذي يتعاطف مع كل من تمرد على خصومه ولو بأضعف الإيمان، فما بالك إذا ما وقر في القلب وصدقه العمل السياسي..
الذين يعلمون ما يجري ويدور في كواليس أسواق السياسة، يرون أن وصيف وكيل لائحة المصباح، وبالرغم من عدم قدرته على إقناع أقرب المقربين منه لكي يصوتوا عليه، إلا أن أفضاله على الحزب، الذي التحق به في إطار صفقة تبادل المصالح، لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، ولا يمكن تجاهلها وإن عمت الأبصار، فهي البيت الفسيح الذي يجتمع فيه أهل الحزب، وليس بعد المأوى أفضل الكرم، وإن كانت شمائل الخيرات امتدت إلى دوره الكبير في تمويل المؤسسة الإعلامية الناطقة باسم الحزب، بصفته أحد أكبر المساهمين في رأسمالها، وفي ذلك عبرة لأولى الألباب، لمن يتحدث عن أهمية الوصيف بين المصالح والمواقف..

ولعل حزب التراكتور بدوره وقع في فخ الوصيف، وهو يبحث عن “مناضل” يعول عليه شقيق زعيم الحزب، من أجل تفادي أي مفاجأة من شأنها الإطاحة بالعمدة السابق إلى ما لا نهاية، ومن أجل هذه الغاية صار المطلوب اختيار وصيفا يتوفر على رصيد مالي محترم، وقادرا على تلبية مطالب قيادة الحزب قبل مطالب الناخبين، وأن يعمل جاهدا من أجل ضمان فوز وكيل اللائحة أولا وقبل أي شيء آخر، وإذا كان له نصيب من هذه الدنيا فسيحسب له الباقي لكي يحقق الحسنيين، وقد اقترح البعض على أهل التراكتور بطنجة بعدما تأخروا في حسم وصيف لائحتهم، إجراء طلب العروض وإعلان صفقات انتخابية وفق مساطير حاجيات التمويل والدعم، وفي ذلك فل يتنافس المتنافسون من أجل مصالحهم طبعا..
هي لعبة الوصيف، تكشف حقيقة المطامع الانتخابية، باختلاف ألوانها، وتعدد مشاربها، وتبعث برسائل إلى من يهمهم الأمر، وفي نهاية المطاف ينسون من يهمهم الأمر فعلا، فقط يبقى مجرد صراع من أجل مقاعد بطعم المصالح في خدمة برامج لا توصف، إنها محطة الترشيحات لعبة الأحزاب في سلسلة الانتخابات..
*عن أسبوعية “لاكرونيك”