مجتمع

الإجرام الجفاف الحرائق.. مشاهد من مأساة جبل لحبيب

الخميس 11 أغسطس 2016 - 08:52

الإجرام الجفاف الحرائق.. مشاهد من مأساة جبل لحبيب

طنجاوي – حسن الحداد

الساعة تشير إلى 7 مساء، – النص كتب أول أمس – ومازالت النيران تحاصر وبشكل خطير مدشر دار بن صدوق حيث أتت على مجموعة من المنازل، وتهدد العشرات في طريقها، مستعينة في انتشارها برياح الشرقي التي تهب قوية على المنطقة لحد كتابة هاته السطور…

معركة قوية يخوضها شباب وساكنة مداشر جبل الحبيب، جنبا الى جنب مع فرق الوقاية المدنية، ووحدات من ادارة المياه والغابات، والقوات المساعدة، وفريق من القوات المسلحة الملكية المختصة، فاق عددهم 60 جندي، هذا بالإضافة الى الدعم الجوي بأربع مروحيات للدرك الملكي، تقاوم النيران كالنسور، في واجهتين بمنطقة رأس الواد ودوار الخروب من جهة ،ومن جهة أخرى بواد سيدي الحبيب.

الكل يساهم ويساعد ويقدم الدعم قدر المستطاع، منتخبون، أعوان السلطة، أطفال، شيوخ، نساء في سلسلة بشرية، تتحدى الصعوبات، و الإكراهات، ووعورة المسالك …..

الوضع مؤلم، مأساة حقيقية.. عائلات بدون مأوى، فقدت في لمح من البصر كل شيئ.. كل شيئ ..

صعوبة في تنفس هواء نقي بسبب السحب الدخانية الكثيفة.. الآبار والعيون ملوثة، ومما زاد الطين بلة انقطاع في التزويد بالماء الصالح للشرب، علما أن اغلب المداشر لا تتوفر على الربط بشبكة الماء الصالح للشرب …غياب مستشفى متنقل خاص بمثل هاته الكوارث، علمنا أن سيارة الإسعاف وحيدة مختصة في الاسعاف الاستعجالي، وصلت زوال هذا اليوم للمنطقة..

المأساة التي ضرب مداشر جبل لحبين تفرض ضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي للساكنة، التي فقدت كل شيئ والى كل المتضررين.. مع وضع النقط على الحروف في قضية فك العزلة، و البنى التحتية والفوقية للقرى، التي تتوفر على غطاء غابوي كثيف كجبل الحبيب والمنزلة ودار الشاوي و السانية …

إعادة النظر في تحديد املاك المياه والغابات، وزرع الاشجار والنباتات المقاومة والممانعة، كالتين و الدفلة، وخرديلو والصبار، كسياج بين الملك الغابوي و الأملاك الخاصة والجماعية، ووضع ممرات وطرق وقائية داخل المجال الغابوي لتسهيل الولوج اثنا ء الحرائق، أصبح ذا أولوية قصوى..

وضع جمعيات الصيد البري تحت المراقبة والتتبع في تنزيل محتويات دفاتر التحملات الملزمة بتنفيده…

التكثيف من المراقبة وتنظيف الغابة من النباتات اليابسة، ومن الأنشطة الخطيرة..

تقنين تجارة الفحم عبر و داديات، مع منح الأولوية لساكنة المنطقة للاستفادة من موارد الغابة، وتسهيل الصفقات للساكنة..

توفير المعدات المناسبة للجماعات القروية للوقاية من الحرائق ومكافحتها، و وضع وحدات التدخل السريع في الجماعات المحلية، التي تتوفر على غطاء غابوي هائل، خاصة في السنوات التي تعرف الجفاف، وارتفاع درجة الحرارة..

تدبير المجال الغابوي والعناية به مسؤولية الجميع، وتتطلب مقاربة شمولية تشاركية، تربوية، تقنية، حقوقية اقتصادية اجتماعية..

 دمج المجال الغابوي القريب من المدن الكبرى كطنجة، في إطار مشروع سوسيو اقتصادي بيئي تربوي..

الحمد الله وصلتنا أخبار، والساعة تشير الى 9 ليلا، تفيد  بتأمين جميع مداشر جبل الحبيب لهذه الليلة، بفضل التدخل القوي للطائرات في انتظار الغد لوقف الحريق بالغابة .

كل التضامن ألا مشروط مع ساكنة مداشر جبل الحبيب.