
محمد العمراني
الانتصار التاريخي الذي حققه المغرب بعودته للمنتظم الإفريقي، كشف بجلاء لن ينكره جاحد نجاعة الاستراتيجية الحكيمة التي نهجها الملك محمد السادس تجاه بلدان القارة السمراء.
قبل عدة سنوات كانت التساؤلات تثار حول الجدوى من إصرار الملك محمد السادس على توطيد روابط المغرب مع الدول الإفريقية، ونهج استراتيجية متكاملة للتعاون جنوب جنوب، وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول القارة السمراء، وتكثيف مبادراته الإنسانية الغير مسبوقة تجاه الشعوب الإفريقية.
لكن مع الفوز الكبير الذي حققه المغرب، رغم إصرار خصوم المغرب على عرقلة عودته لأسرته المؤسسية، أثبت الملك محمد السادس رؤيته السديدة في التعاطي مع المصالح العليا للبد، وهاهو اليوم يحصد ثمار ما بذله من جهد خلال جولاته التي امتدت من أقصى أفريقيا إلى أقصاها.
التخطيط الاستراتيجي الذي وضعه الملك محمد السادس لضمان عودته القوية إلى القارة الإفريقية، بالقدر الذي كشف الحرص الملكي على حماية المصالح الحيوية والعليا للوطن، بقدر ما فضح تهافت الأحزاب السياسية، التي بدت وكأن كل ما يهمها هو اقتسام المغانم والمواقع، والتسابق على المناصب الحكومية، فيما المصلحة الوطنية لا تدخل ضمن دائرة اهتماماتها.
لقد أثبت هذا الانتصار التاريخي مرة أخرى أن المؤسسة الملكية تبقى هى الحصن الضامن لاستقرار الوطن، وحامي وحدته الترابية، والمدافع عن مصالحه العليا.