
طنجاوي- عبد الله الغول
يزداد عدد المهاجرين السريين الذين ينطلقون من طنجة نحو السواحل الإسبانية و جبل طارق كل عام، و تنطلق قوارب صيد صغيرة و مراكب مطاطية بمحركات محملة بمهاجرين سريين منحدرين من دول جنوب الصحراء و أيضا مغاربة من السواحل شرق و غرب طنجة و هو ما أصبح يطلق عليه “بمثلث طنجة” نكاية على مثلث برمودا، و أحيانا كثيرة يختار بعض المهاجرين المغامرة بحياتهم في خيارات أرخص مثل قوارب صغيرة و مطاطية بدون محرك وذلك للاستغناء عن المهربين و أتعابهم.
كما أن بعض المهاجرين السريين أصبحوا ينتهجون وسائل أكثر خطورة، فيهدفون فقط الى الوصول للمياه الاقليمية لإسبانيا، هناك ينتظرون أن يتم انقاذهم من طرف خفر السواحل الاسپاني، وأصبح هذا الروتين مئلوفا حتى أن بعضهم أصبح يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال نداء استغاثة خاصة أن خاصية تحديد المواقع تمكنهم من إرسال مكانهم بالتحديد عبر خدمة الواتساب .
ويختار مهاجرون سريون آخرون و خاصة الذين يستطيعون توفير أتعاب المهربين و هو ما يناهز 4ملايين سنتيم، أن يقطعوا مياه البحر الأبيض المتوسط على ظهر دراجة مائية (جيتسكي) في وقت لا يتعدى 45دقيقة.
يقول خفر السواحل الإسباني إنه يكاد يكون من المستحيل منع هاته الدراجات المائية، وأنه حوالي أربعة إلى خمسة أشخاص تبلغ الشواطئ الاسبانية بهذه الطريقة كل يوم.
ويذكر أنه انتشرت في الاونة الأخيرة عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر عددا من المهاجرين السريين المنحدرين من دول جنوب الصحراء لحظة وصولهم الى الضفة الأخرى، اضافة الى مقاطع أخرى لمهاجرين سريين لحظة خروجهم الى عرض البحر. كما أن خفر السواحل الاسبانية أفاد في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه تم انقاذ حوالي 400 مهاجر سري على طول شريط البحر الأبيض المتوسط نهاية الأسبوع المنصرم.
و تقول السلطات المختصة و كذا عمال الاغاثة أنه يصعب تحديد سبب زيادة المهاجرين الوافدين من منطقة طنجة و النواحي، لكن هناك عوامل مساهمة في هاته الزيادة منها أن المغرب هو خيار أرخص و أكثر استقرار من الدول المجاورة و أيضا أن عدد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الذين يتوافدون على طنجة و النواحي في ازدياد مستمر. هذا و قد أسر لنا عدد من المهاجرين السريين القادمين من مدن مختلفة أنهم أمضوا أشهرا في البحث عن أفضل طريق للعبور و أن العبور عبر سواحل طنجة أصبح أحسن طريقة مما يزيد من عدد المهاجرين السريين الذين يرغبون في المحاولة. كما أن عددا من الصيادين قد التجؤوا للتهريب السري كوسيلة ربح سريعة في الآونة الأخيرة بعد الضربة التي تلقاها قطاع الصيد البحري بسبب سمك “النيگرو”.