أخبار سياسية

كويمن يكتب: “عومو بحركم”..

الأحد 19 مارس 2017 - 10:39

كويمن يكتب: “عومو بحركم”..

طنجاوي – محمد كويمن
جماعة طنجة تطلب المساعدة، “عاونو الفريق” جزاكم الله خيرا، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، فالحالة تدعو للقلق ومن معه، ويبدو أن بوادر الانفراج لا تلوح لا في الأفق القريب ولا المتوسط، أمام استمرار النزيف المالي بميزانية الجماعة، في ظل عدم تجاوب المصالح المركزية لحد الآن مع نداءات المجلسمن أجل انقاذه من الإفلاس، حين صار عاجزا عن تفعيل مهامه في تسيير الشأن المحلي بدون ميزانية، وعاجزا أيضا عنمواجهة ديونه المتراكمة، المتعلقة أساسا بتدبير الخدمات الجماعية للمدينة، بعد تبخر رصيده المالي بشكل فاق المتوقع، نتيجة كثرة أحكام التعويضات المنفذة ضد الجماعة خلال الفترة الأخيرة، ولعله من سوء حظ حزب المصباح، أنه سيضطر لرفع شعار “الله غالب” لتنفيذ وعوده الانتخابية وتلبية مطالب الساكنة، أو ربما من حسن حظه لأنه لن يجد ما يصرفه لكي يحاسب عليه، فقط سيكتفي بما هو نظري في انتظار الفرج..
والحال أن مدينة من حجم طنجة، أضحت مهددة في أي وقت بتوقف مجموعة من خدماتها، التي تخص مرافق التدبير المفوض، بعدما بلغت متأخرات ديون قطاع النظافة حوالي 60 مليون درهم، منذ أزيد من ثمانية أشهر وشركتي النظافة لم تتوصلا بمستحقاتهما، وبنفس الوضع، بل وبحدة أكثر، تجد الجماعة نفسها عاجزة عن تسديد ما بذمتها لفائدة شركة أمانديس حول ما تستهلكه مرافقها من الكهرباء والماء، وكذا مصاريف الإنارة العمومية وتكاليف صيانتها، وغيرها من الحاجيات الأخرى، التي تهم التدبير اليومي لشؤون المدينة، الأمر الذي فرض علىالمجلس الجماعي تغيير طريقة تعامله مع المتعاقدين معه بعيدا عن الشروط المطلوب احترامها من الطرفين، وهو ما يجعله في موقف ضعيف يترقب المجهول..
البعض يرون أن إعلان حالة التمرد ضد جماعة طنجة، من قبل الشركات التي تواصل تقديم خدماتها دون حصولها على مستحقاتها، مسألة وقت فقط، فيما هناك وجهة نظر أخرى تعتبر أن تفادي ما هو أسوء صار من مهام الوالي، وهو ما يعكس الحرص على استمرار العمل بالمرافق الأساسية، التي من شأنها التأثير المباشر على مصالح المدينة وساكنتها، كما يرى آخرون أن تحمل المسؤولية يقتضي تبني مقولة “عومو بحركم”، لكن لا قد لا تجوز المجازفة بذلك في مدينة البحرين، أمام مجلس جماعي له أغلبية مطلقة “خاطية” وأقلية معارضة “مرفحة”، ومع ذلك تبقى هذه الأزمة اختبارا حقيقيا لأصحاب الشعارات لكشف قدرتهم على “العوم في بحرهم”..