
طنجاوي
أثارت تدوينة نشرها نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سليمان العمراني، على حائطه الفايسبوكي، حول تشكيل الحكومة، موجة سخط وسط بعض الأحزاب السياسية وفي مقدمتها الأصالة والمعاصرة إذ هاجم أمينه العام إلياس العماري، سليمان العمراني، إذ اعتبر تدوينة العمراني تضع فريق العدالة والتنمية في خانة أصحاب الرسول وباقي الفرق السياسية إنما هم قوم قريش الكفار.
وأضاف العماري، أنه “عندما يقارن الأستاذ سليمان العمراني بين مشاورات ومفاوضات الأستاذ العثماني، رغم تقديري واحترامي الكبير لشخصه ورزانته وهدوءه وأخلاقه، و”صلح الحديبية”، ألا يضمر خطابُه تمييزا خطيرا بين فريقين، على قاعدة التدين والإيمان، فريق الرسول(ص) وفريق قريش، فريق المسلمين وفريق الكفار”؟ مشيرا إلى أنه “عندما نقول أننا نخاف على الوطن من خطورة استغلال المشترك الديني، فنحن واعون بأن الأمور جدية، ولنا في تاريخ الأمم والشعوب دروس وعبر”.
واستغرب العماري، لجوء العمراني إلى “الأحاديث النبوية الشريفة لتبرير مسألة سياسية ظرفية مرتبطة بشروط عرضية في الزمان والمكان. فلماذا يصر السياسيون في بلادنا على تغليف أفعالهم وسلوكاتهم الدنيوية بالنفحات المقدسة والعبر الدينية المشتركة لمنح مضامين تضفي على هذه الأفعال والسلوكات صفة القدسية والطهرانية”؟
وأكد المتحدث ذاته، أن “هذا ما يجعلنا نردد دائما بأن الفعل السياسي هو فعل بشري، وبأنه من غير المقبول أبدا استغلال المشترك الديني لأغراض حزبية فئوية ضيقة. فالدين حكم إلهي يهم جميع البشر، ولا يجوز تبرير وتغليف تصرفات وسلوكات حزب سياسي بأفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل مكاسب سياسية دنيوية ترمي إلى كسب السلطة والجاه”.
تدوينة العمراني جرت عليه أيضا غضبا من داخل الحزب، وقد عبره عنه القيادي في الحزب بلال التليدي الذي نشر أيضا في حائطه الفايسبوكي ما يشبه ردا على تدوينة العمراني، إذ قال:” دعوا السيرة النبوية بعيدا….على الأقل حتى نستطيع ان نناقش”، وأضاف:” مرحلة سعد الدين العثماني السابقة إلى حدود 2007 كانت مليئة بالديني والسياسي ونظرية التمايز وتصرفات الأمامة واتضح بعد ذلك أننا في حاجة لأطروحة لاتصال الديمقراطي وجاءت مرحلة المقاومة…لم يوظف فيها بنكيران أي مفهوم أصولي ولا أي سيرة ومع ذلك حقق الانتصارات…..دعونا من التعسف…وللنناقش السياسة كما هي على ارض الواقع…تقدير في مقابل تقدير…انتهى الكلام”.
ومن المتوقع أن تكون هناك تداعيات لهذه التدوينة المثيرة للجدل، حيث ذهبت قيادات من داخل الحزب إلى إصدار بلاغ يتبرأ من خلالها الحزب من هذه التدوينة التي لا تعبر عن رأي الحزب من خلال توصيف لمسار المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة.