مجتمع

حدائق المندوبية تعزل البيجيدي وتضعه في مواجهة ساكنة طنجة

الأحد 19 مايو 2019 - 16:44

حدائق المندوبية تعزل البيجيدي وتضعه في مواجهة ساكنة طنجة

محمد العمراني

أسقطت قضية “حدائق المندوبية” القناع عن حزب العدالة والتنمية بطنجة، وكشف حقيقة ازدواجية وتناقضات الخطاب والممارسة لديه، بما يخدم أولا وأخيرا مصالحه الانتخابية.
إخوان العمدة البشير العبدلاوي اختاروا منذ البداية نهجا ملتبسا بشان موقفهم الصريح والواضح من إنجاز مرآب تحت أرضي بالفضاء المذكور، فمن جهة منحوا الضوء الأخضر باسم جماعة طنجة لشركة صوماجيك لبداية أشغال الحفر، لكنهم أحجموا عن التصريح رسميا بذلك، ومن جهة ثانية عمدوا إلى إصدار بلاغ باسم حزبهم (العدالة والتنمية) يعلنون فيه رفضهم المساس بهذا الارث الحضاري والبيئي، وهو الموقف الذي اعتبره متتبعون للشأن المحلي بالمدينة حربائية سياسية مقيتة، و قلبا للطاولة على الوالي مهيدية، بتنصلهم من المسؤولية وإلقاء هاته الكرة الملتهبة بين يديه.
وحيث أن القضايا الكبرى والمصيرية للمدينة تقتضي الوضوح، والقطع مع سياسة القفز على الحبلين، فإن حزب العدالة والتنمية وجد نفسه خلال الاجتماع الذي عقدته، مساء أول أمس الجمعة، مختلف الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية بطنجة للتداول فب ملف حدائق المندوبية، مطالبا بتحديد موقفه النهائي والرسمي من هاته القضية.
وأمام الاجماع الذي عبر عنه المجتمعون على تحميل كل الجهات ذات الصلة بالموضوع( الوالي مهيدية، عمدة طنجة، وزارة الأوقاف، وزارة الثقافة، الوكالة الحضرية، شركة صوماجيك..)، كامل المسؤولية في الحفاظ على هذا الارث التاربخي والمتنفس البيئي، وقرروا إصدار بيان في الموضوع، فإن ممثلي حزب المصباح الحاضرين في الاجتماع المذكور دخلوا في مفاوضات شاقة مع لجنة صياغة مشروع البيان، من أجل حذف جميع الفقرات التي تحمل جماعة طنجة مسؤولية الاجهاز الذي تتعرض له حدائق المندوبية، وهو ما يعني ضمنيا تحميل الوالي مهيدية المسؤولية الكاملة في هاته القضية، وأمام إصرار لجنة الصياغة على تضمين البيان جميع مخرجات الاجتماع، وبعد اخذ ورد وطلب مهلة للتشاور، اختار حزب المصباح الانتصار لمصلحته الحزبية الضيقة رافضا التوقيع على البيان، ليجد نفسه في عزلة قاتلة وغير مسبوقة.
وبذلك تكون حدائق المندوبية، بما تشكله من رمزية، قد أسقطت ورقة التوت عن حقيقة هذا الحزب، وسيسجل تاريخ طنجة انه اختار التموقع ضد مصلحة المدينة وساكنتها.