
طنجاوي
أفرزت نتائج الانتخابات الإقليمية التي أجريت أول أمس الأحد خارطة جديدة للسلطات المحلية في إسبانيا، مع حدوث تغيرات جوهرية خصوصا في المحافظات الكبرى وعلى رأسها مدريد وبرشلونة.
وأظهرت نتائج الانتخابات بعد فرز 100 بالمائة من الأصوات أن الائتلاف اليساري (مدريد ماس)، بقيادة مانويلا كارمينا، كانت القوة السياسية التي نالت أكبر عدد من الأصوات، بحصولها على 19 عضو في المجلس البلدي، لكن ذلك لا يسمح لها بأن تصبح عمدة للمدينة. فمع ثمانية نواب الحزب الاشتراكي سيصبح العدد27 نائبا من أصل 57 عضوا، وكلاهما لايتوفران على الاغلبية المطلقة، بالمقابل يمكن لليمين الفوز برئاسة عمودية مدريد إذا ما تم تشكيل تحالف ثلاثي يجمع الحزب الشعبي (15)، ثيودادنوس (11) و بوكس (4).
أما في برشلونة، فقد فاز حزب اليسار الجمهوري الكتالاني ب 10 مقعد في المجلس البلدي، متبوعا بائتلاف “برشلونة المشتركة” (قائمة عمدة المدينة أدا كالو) التي حققت بدورها 10 مقاعد لكن ب 5000 صوت أقل، ثم الحزب الاشتراكي الكتالاني ب 8 مقاعد؛ ائتلاف برشلونة العاصمة الأوروبية (بقيادة مانويل فالز) ب 6 مقاعد؛ جميعا من أجل كتالونيا ب 5 أصوات، والحزب الشعبي بمقعدين، وتتشكل الأغلبية المطلقة ب 21 مقعد في المجلس البلدي، حيث تبقى التكهنات مفتوحة على عدة احتمالات بالنظر لتعقد الخريطة السياسية ببرشلونة.
ومن أهم نتائج هذه الانتخابات التي أجريت في أزيد من 8000 بلدية، أن الحزب الشعبي لم يتصدر نتائج التصويت في أي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، بعكس سنة 2015 التي حقق فيها فوزا ساحقا في عدة مناطق بينها منطقة مدريد.
وتشير النتائج أيضا إلى احتمال فقدان مانويلا كارمينا (مدريد) و أدا كالاو (برشلونة) رئاسة البلدية في هذه الانتخابات بعد أربع سنوات من تحقيقهم فوزا ساحقا خلال انتخابات 2015.
أما حزب بوكس، فتظهر النتائج حصوله على أقل من نصف النتائج التي حققها خلال انتخابات 28 أبريل، ورغم أن تمثيليته ضئيلة على المستوى الوطني، سيكون عنصرا أساسيا في تشكيل عدد من الحكومات المحلية بينها مدريد.
وتصدّر الحزب الاشتراكي نتائج الانتخابات المحلية بحصوله على 32.8 من الأصوات، وكان الحزب قد حقق نتائج مهمة، بحصوله على أكبر عدد من الأصوات في 40 محافظة إسبانية، بينها سبتة ومليلية المحتلتين.
و يذكر أن الحزب الاشتراكي فاز بالانتخابات العامة في 28 أبريل الماضي محققا أغلبية 123 مقعدا في مجلس النواب الاسباني المؤلف من 350 نائبا، لكنه يحتاج لتأييد أحزاب سياسية أخرى لتحقيق الأغلبية الساحقة المحددة في 176 صوت.
وشرع سانشيز ، رئيس الحكومة المعين، في المشاورات مع الأحزاب الأخرى اعتبارا من يوم أمس الاثنين في محاولة لتمكينه من تشكيل الحكومة لولاية أخرى.