
يمثل، زوال يومه الاثنين، رشيد حيون، رئيس جمعية مغوغة الصغيرة للتنمية والتعاون، امام هيئة المحكمة الابتدائية بطنجة في حالة اعتقال، حيث يتابع بتهمة السب والقذف في حق فؤاد الزوفري نائب رئيس مجلس مقاطعة مغوغة، واحد قادة حزب العدالة والتنمية بطنجة.
ويترقب المتتبعون للشأن المحلي بالمدينة مآل الجلسة الثانية من المحاكمة باهتمام بالغ، وذلك لكون المشتكى به وجد نفسه محروما من مؤازرة المحامين المنتمين لهيئة طنجة على اعتبار ان المشتكي السيد الزوفري استغل مهنته كمحامي ليطالب زملاءه بالتضامن معه والالتزام بالعرف المعمول به بين المحامين، والذي يفرض عليهم عدم الترافع ضد اي زميل لهم ينتمي لنفس الهيئة.
استقواء الزوفري بمهنته كمحامي خلفت موجة استنكار لدى الرأي العام المحلي، إذ لا يعقل ان يتنصب أزيد من 20 محاميا للدفاع عن المشتكي فيما المشتكى به محروم من الدفاع، وعليه البحث عن محام من خارج الهيئة. والحال ان واقعة السب والقذف، وحتى “الاعتداء” المفترضة، تعرض لها سعادة الزوفري داخل مقر مجلس مقاطعة مغوغة بصفته نائبا للرئيس محمد بوزيدان، وبصفته قياديا بحزب العدالة والتنمية، وليس بصفته محاميا!!!.
وحسب متتبعين للشأن المحلي بتراب مقاطعة مغوغة، فإن رشيد حيون، وبغض النظر عن اتفاقنا من عدمه مع أسلوبه في التعاطي مع قضايا الشأن المحلي،
يعرفون جيدا أنه ظل يشكل شوكة في حلق حكام المقاطعة، وأنهم منذ مدة وهم يتربصون به، و حاولوا عدة مرات وفشلوا، ولذلك عندما لاحت لهم الفرصة، انقضوا عليه كما تنقض الضباع على الشاة الشاردة.

كما أن علاقة مسؤولي حزب العدالة والتنمية المتحكمين في تدبير شؤون مجلس مقاطعة مغوغة برشيد حيون كانت دوما متوترة، والدليل أن مبنى الدائرة الأمنية 10، التي أنجزت محضر هاته القضية، يغص بالعديد من الشكايات المتبادلة بين الطرفين.
وحيث ان حيون ظل ذلك الصوت المزعج، فإن الزوفري ومعه قادة مصباح مغوغة لجأوا إلى أسلوب الاستقواء واستعراض العضلات، من أجل تهويل الوقائع وتضخيمها، الأمر الذي يؤكد انهم مهووسون بعقلية التحكم والتسلط، و لا يحق لأي صوت ان يتجرأ على الجهر بمعارضته لقراراتهم وأسلوب تدبيرهم لشؤون مجلس المقاطعة، وكل من سولت له نفسه معارضة الاخوان فيجب إخراسه بالترهيب والتأديب والتركيع بجميع الأساليب.
وأمام هاته المعطيات فإن الرأي العام بمدينة طنجة لا يطالب بمنح الحصانة للمشتكى به أو لغيره، لأن القانون يجب ان يسري على الجميع، لكن ما ارتكبه حيون لا يستحق ان يتابع في حالة اعتقال. ولذلك فإن الأمل كل الأمل في ان يتم التعاطي مع هاته القضية ضمن سياقها الطبيعي، والذي لا يعدو أن يكون احتكاكا عاديا يقع كل يوم وفى معظم الجماعات ومؤسسات الدولة، ويتم التعاطي معه بالكثير من الحكمة والتبصر.
مع التأكيد علي أن من حق الزوفري ان يتابعه أمام القضاء إن شعر بكونه أهين خلال ممارسة مهامه كمنتخب، لكن من العار عليه وعلى بعض قيادات حزبه ان يلجأوا إلى أسلوب الاستقواء على رئيس جمعية يعرفون انه معزولا، و لا يستظل بأي غطاء سياسي، ولو كان كذلك لتم التعاطي مع الواقعة من منظور صراع بين الاحزاب، والذي لا يجب أخلاقيا تصفيته باللجوء إلى القضاء.
ختاما ليس لهذا العبد الضعيف إلا أن يهنئ الزوفري والتراك ومعهما باقي قيادات المصباح بانتصارهم الساحق على المواطن رشيد حيون، ومن حقهم اليوم ان يرددوا بكامل الزهو والخيلاء شعارهم المفضل”معكم مغوغة ستصبح أفضل”، مثلما يحق لهم أن يطلقوا عنان سياطهم لتأديب وتركيع من يتجرأ على فتح فمه لانتقاد حزبهم العتيد.