مجتمع

منتهى القرف.. حكام مقاطعة بني مكادة والاستثمار الانتخابي في جائحة كورونا

الخميس 2 أبريل 2020 - 16:27

منتهى القرف.. حكام مقاطعة بني مكادة والاستثمار الانتخابي في جائحة كورونا

محمد العمراني
 

مرة اخرى يتأكد بالدليل القاطع ان قادة حزب المصباح لا يتركون أي فرصة تلوح لهم إلا وانقضوا عليها خدمة لمصالح الحزب والجماعة..

ففي الوقت الذي يشهد فيه المغرب تعبئة وطنية شاملة لمواجهة جائحة كورونا، وفي الوقت الذي عبر المغاربة عن ثقتهم الكاملة في المبادرات والتدابير التي اتخذتها الدولة بقيادة ملك البلاد بغاية التصدي للاثار السلبية لهاته الازمة، التي تكاد ان ترمي بدول متقدمة نحو حافة الانهيار، وفي الوقت الذي اشادت فيه العديد من وسائل الاعلام العالمية بهذا التلاحم المتين بين الشعب ومسؤولي الدولة، أبى حكام مقاطعة بني مكادة بقيادة الرئيس محمد خيي إلا ان يفسدوا هذا الترابط المتين، حيث اختاروا الركوب على مطية هاته الازمة، والمتاجرة في مآسي الاسر المتضررة، والنظر إليها كأصوات انتخابية هم في امس الحاجة اليها لتحقيق اكتساح انتحابي جديد في استحقاقات 2021.

وفى الوقت الذي قررت فيه العديد من الجماعات الترابية تفضيل مصلحة الوطن على المصلحة الانتخابية الضيقة، وذلك بتخصيص ميزانيات مهمة لاقتناء المواد الغذائية وتوزيعها بتنسيق تام مع السلطات المحلية، باعتبارها الجهاز الأقدر على تحديد الأسر المعوزة والمستحقة، نجد خيي وإخوانه مصرين على أن يتموقعوا خارج هذا السياق التضامني والانساني، وذلك بقرارهم اقتناء مواد غذائية من المال العام، مع منح المنتخبين صلاحية اختيار قائمة المستفيدين، في عملية تكشف عطشهم الغريزي لتحويل اي مبادرة لاستثمار انتخابي، واحتساب عائداتها السياسية لفائدة الحزب والجماعة، دون أن نغفل نية الإخوان في جعل مجلس المقاطعة قنطرة لتوزيع المساعدات التي وفرتها الاذرع الخيرية لحزب المصباح دون إثارة انتباه السلطات، الحريصة على قطع الطريق على أي استغلال سياسي لهاته الأزمة.

الامر واضح وضوح الشمس في كبد السماء، فالاخوان في حزب المصباح بإصرارهم على انتقاء لوائح الاسر المستفيدة، إنما لكسب المزيد من الاصوات الانتخابية استعدادا لمعركة الحسم المنتظرة غضون السنة المقبلة.

إن إصرار خيي وإخوانه على التصرف بشكل مواز لأجهزة الدولة، بما لها من وسائل لوجستيكية وبشرية لتحديد الفئات المستحقة، لم يعد يحتمل تفسيرا سوى انه سحب للثقة من اجهزة الدولة، ويكشف تطلعا بدأ يخرج للعلن للتصرف بمنطق دولة الحزب الذي ينازع الدولة شرعيتها واختصاصاتها الدستورية.

كنا ننتظر ان يعمد حاكمو مقاطعة بني مكادة إلى تحويل اعتمادات مالية مهمة وتوظيفها لاقتناء معدات وآليات لفائدة المستشفيات العمومية بطنجة، خاصة وأن الوضع الاستثنائي التي تمر منه بلادنا يفرض تغيير الأولويات وتأجيل كل ما يمكن تأجيله، الأولوية والاسبقية هي صحة وسلامة المواطنين، لكن الأخوان اختاروا الانتصار لمصلحة حزبهم الضيقة، وما على الذي يريد دليلا على ما نقول إلا ان يقتفي آثار تنفيذ ميزانية 2020، ويتتبع الاصرار الغريب على إعلان صفقات التبليط والانارة، والحرص الشديد على التمسك باعتمادات التنشيط الاجتماعي.

لا داعي للتأكيد على أن المغرب يجتاز ظروفا عصيبة، وأن التداعيات المؤلمة لهاته الجائحة، خاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ستستمر حتى بعد الانتصار على الفيروس، ولا سبيل لتجاوز هاته المحنة إلا بالتفاف شامل للشعب المغربي، بجميع فئاته، وراء مؤسسات الدولة، إيمانا منا أننا في مركب واحد، ولا خيار لنا إلا النجاة جميعا أو الغرق جميعا.

بالمقابل على الدولة ان تحمي هذا الإجماع الوطني، وأن تتصرف بصرامة لردع اي جهة سولت لها نفسها تحين فرصة الأزمة لإحكام قبضتها على مقاليد الحكومة، مثلما حدث خلال ثورات “الربيع العربي”.