
يعتبر شاطئ فم الواد المتنفس الساحلي الوحيد بإقليم العيون ، يقع على بعد 20 كلمتر غربي مدينة العيون ، يحده من الشمال شريط ساحلي و قرى الصيد و يحده من الجنوب جماعة المرسى ، الأخيرة تعتبر أيضا قطبا اقتصاديا هام من ناحية المداخيل خاصة قطاع الصيد البحري ، أية علاقة بين الجماعتين ؟ و كيف يتم استغلال الموسم الصيفي بأبشع صورة ؟ و كم عدد الزوار الذين يستقبلهم فم الواد باعتباره الوجهة رقم واحد للسائح الداخلي بمعنى ساكنة الاقليم أو الجهة بصفة عامة ، اذ يمثل المصطافون المنحذرين من مدن بوجدور و السمارة فئة مهمة بين ضيوف ” فم الواد ” ، الاخير عرف تطور عمراني و بنية تحتية مهمة مكنته من منافسة أهم شواطئ المملكة و حصوله على اللواء الازرق لسنوات متتالية ، جعل منه وجهة سياحية داخلية ذات زبائن و ساكنة مستقرة على طول السنة بغض النظر عن مدرسة و ثانوية و وسائل نقل متعددة ، قربه من جماعة المرسى ميزة إيجابية و موقع استراتيجي لمجموعة من المهنيين و مستخدمي القطاع الخاص و محبي الرياضة الشاطئية
لكن تبقى الاسئلة والاستفسارات التي استهل بها هذا المقال حدث لابد ان نقف عنده و تدارس جوانبه ، كيف يمكننا نقاش علاقة جماعة المرسى بجماعة فم الواد و طبيعة التسيير الترابي لهاتين الجماعتين الحضرية و القروية ؟ ببساطة ، خلق منافس سياحي لجشع ” شناقة ” الشقق المفروشة أضحى واجب على السلطات التدخل فيه بشكل او بأخر – كورنيش المرسى أو مارينا طاش ما طاش – نموذج ، الجمعيات المهتمة بالمستهلك ملزمة لتفعيل أنشطتها على جميع المواد ، سواء الغذائية أو الخدماتية ، من وجهة نظري خلق منافس يمكن التأثير به على حدة الجشع و الاستغلال الفاضح وسط هذا السخط الذي عبر عنه المواطنين الباحثين عن شقق للإيجار ، إذن كورنيش جماعة المرسى هو الحل الانجع ، للمنافسة
استغلال الموسم الصيفي لا يقل شأن عن استغلال ، جفاف الأراضي الفلاحية و بكاء ” الشناق” بدل الفلاح حيث الاخير يعرف قيمة السنوات العجاف و طريقة تدبير الأزمات ، شماعة الخدمات الموسمية جعلت من شناقة الشقق مافيا الابتزاز ، بقيمة تتراوح ما بين 350 درهم الى 450 درهم يتم كراء شقق مفروشة حسب أيام الأسبوع ، أكثر من واحد درهم زيادة في أغلب أثمنة المواد الاستهلاكية ، 10 دراهم الى 20 درهم زيادة في أثمنة ألعاب الأطفال و الأنشطة المتعلقة بهم ، المقاهي و محلات الوجبات السريعة تستعمل مواد ذات جودة ضعيفة و تطلب أثمنة الخمس نجوم ، كل هذا يحدث بشاطئ فم الواد ، دون تحديد خصائص كل جهة معنية ، في ظل كل ما سبق لا تزال ساكنة جهة العيون الساقية الحمراء تنتظر خلق مناطق سياحية أخرى ، تنافس ، تبرز الموارد المحلية ، تفتح فرص شغل و الاهم تقدم خدمات سياحية مهمة و تشجع السياحة الداخلية لفئة كبيرة من هذا المجتمع الفاضل ، كذالك وجب على المواطنين احترام هذا الشاطئ أو بالأحرى المعلمة السياحية التي تتدرج بسلالم النمو ، إلى حين خلق مدينة سياحية و تنزيل أنشطة تخص الصيد البحري بذات الجماعة من أجل استقرار المواطن و احداث بلدية فم الواد الحضرية ، ملزمون بالانخراط الايجابي في نقاش عمومي يطمح للرفع من مستوى عيش المواطن الصحراوي و ضمان استدامة تنمية محيطه ، الاجتماعي ،الثقافي ، و السياسي
بقلم : حمزة التومي