
بعد أن ظل المشكل مرتبطا بالأفراد الراغبين في السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بغرض السياحة، ثم مهنيي نقل البضائع غير المرتفقة، بات مجموعة من المصدرين المغاربة يشتكون في الآونة الأخيرة من معيقات للحصول على تأشيرات منطقة “شينغن”.
وأفاد موقع “فيزا شينغن أنفو” بأن عددا من المصدرين المغاربة لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرات لحضور مجموعة من المعارض التجارية في أوروبا، لاسيما إسبانيا وألمانيا، نتيجة رفض قنصليات هذه البلدان منحهم تأشيرات السفر.
في هذا السياق، قال أحمد بولجيد، أحد مصدري الخضر والفواكه المغاربة نحو أوروبا، إن الإكراهات التي باتت تواجهه، إلى جانب مجموعة واسعة من المصدرين المغاربة، “غير مفهومة”.
وأضاف بولجيد، أن هذه المعارض التجارية، مثل “فروت أتراكشن” بمدريد و”فروت لوجيستيكا” ببرلين، “جد مهمة بالنسبة للمصدرين المغاربة، بحيث يتم اللقاء بالزبائن من مختلف دول العالم، من بينها روسيا والدول الاسكندنافية، وعقد شراكات عمل هامة”.
وأبرز المتحدث ذاته أن عددا من المصدرين يثبتون للمصالح القنصلية ارتباطهم بموجب عقود مع منصات تجارية أوروبية ويملكون دعوات للالتحاق بها في موطنها من أجل أغراض صرف مهنية وبجميع ضمانات العودة إلى المغرب، ويتلقون مع ذلك ردودا بالرفض.
واستغرب المصدّر المغربي ذاته تعامل هذه الدول مع طلبات “الفيزا” بمنطق لا يستحضر العلاقات التجارية بين طالب التأشيرة والبلد الراغب في زيارته، قائلا: “هذه الدول هي المستفيدة من هذه الزيارات المهنية للمصدّرين المغاربة، ومع ذلك يتم رفض طلباتنا”.
وأوضح أحمد بولجيد أن مشكل رفض منح تأشيرات “شينغن” بدأ منذ السنة الماضية، مشيرا إلى أن الدولة الأكثر رفضا لهذه الطلبات هي فرنسا.
وكانت إحصائيات تأشيرة “شنغن” لسنة 2022 كشفت أن المغرب يظل ضمن دول العالم الأكثر تسجيلا لمعدلات الرفض بنسبة 29.7 في المائة، في الوقت الذي بلغ فيه المعدل الإجمالي للرفض لطلبات التأشيرة في العام نفسه 17.9 في المائة فقط، فيما شكّلت فرنسا وإسبانيا أكثر الدول رفضا لطلبات التأشيرة بالمغرب.
ورفضت الدولة الفرنسية ما مجموعه 51 ألفا و498 طلبا مغربيا للحصول على التأشيرة من أصل 161 ألفا و45 طلبا، بينما رفضت الدولة الإسبانية 50 ألفا و33 طلبا من أصل 201 ألف و584، ما يعني أن الدولتين مسؤولتان عن 85 في المائة من إجمالي طلبات تأشيرة “شنغن” المرفوضة في المغرب.