أخبار وطنية

حداثيون يُطالبون بإلغاء التّعصيب في الإرث وسط دعوات بـ”تحصين أحكام الله”

الخميس 4 أبريل 2024 - 20:14

<header class="article-header" style="box-sizing: border-box; scrollbar-color: var(--sport-primary-color) transparent; scrollbar-width: thin; font-family: hespress-medium, sans-serif; font-size: 16px; font-weight: 400; text-align: right; white-space-collapse: collapse;"><h1 class="post-title" style="box-sizing: border-box; scrollbar-color: var(--sport-primary-color) transparent; scrollbar-width: thin; margin: 0px 0px 15px; font-family: var(--font-family-bold); font-weight: 1.7; font-size: 1.6rem; line-height: 1.2 !important;">حداثيون يُطالبون بإلغاء التّعصيب في الإرث وسط دعوات بـ”تحصين أحكام الله”</h1></header><figure class="figure-heading-post" style="box-sizing: border-box; scrollbar-color: var(--sport-primary-color) transparent; scrollbar-width: thin; margin-bottom: 1rem; font-family: hespress-medium, sans-serif; font-size: 16px; font-weight: 400; text-align: right; white-space-collapse: collapse;"><div class="post-thumbnail featured-img" style="box-sizing: border-box; scrollbar-color: var(--sport-primary-color) transparent; scrollbar-width: thin; position: relative; margin-right: 0px; margin-left: 0px;"><div class="ratio-medium" style="box-sizing: border-box; scrollbar-color: var(--sport-primary-color) transparent; scrollbar-width: thin; width: 530px; padding-top: 349.797px; position: relative; overflow: hidden;"></div></div></figure>

أعاد مجموعة من الحداثيين المغاربة إثارة موضوع التّعصيب كـ”مشكلة حقيقيّة”، بحسبهم، لصيقة بنظام الإرث الإسلامي، الذي يحتاج إلى تعديل شامل حماية لحقوق البنات والأبناء الذين كانت “أموالهم الموروثة” تذهب لصالح الأعمام وفق نظام العصبة الذي كان اجتهادا فقهيا تواصل العمل به، رغم أن الباحث عبد الوهاب الرفيقي وقف على “وجود عدد من المذاهب الإسلامية التي لا تؤمن بهذا المبدأ في توزيع التركات”.

ولأن “الاجتهاد في هذا الباب يعدّ ميسراً وليس فيه أي إشكال ولا معارضة لأيّ نص قرآني قطعي الدلالة والثبوت”، حسب الذين أثاروا النقاش فيسبوكيّا، فإن هؤلاء المدافعين عن “المساواة في الإرث” وجدوا سياق رفع مقترحات مدونة الأسرة إلى الملك محمد السادس ضروريّا لإثارة هذه النقطة “وقفا للجور” وتماشيّا مع التطور الذي يعرفه شكل الأسرة، رغم أن جهات أخرى “اعتبرت التعصيب حكم الله الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل، ولا النقاش ولا التعليل”. “نظام جائر”عبد الوهاب رفيقي، باحث في الفكر الإسلامي، دعا بشكل صريح إلى التخلي فعليا ونهائيا عن “نظام جائر يسمى التعصيب”، مستحضرا ارتباطه تاريخيّا بـ”النظام القبلي والعشائري الذي كان في ذلك الوقت، والذي كان يمنح كل العصبة نصيبا من التركة. وهو أمر منطقي بحكم أن هؤلاء العصبة كانوا يتحملون مسؤوليات داخل الأسرة وداخل القبيلة من حيث العناية ببنات وأبناء أخيهم المتوفي، وكانوا يتحملون كل الصّوائر المتصلة بالعائلة”. ولفت رفيقي، إلى أن “هذه الحقيقة التاريخية لم تعد واقعا معاشاً اليوم، بعد الانتقال من الأسرة القبلية العشائرية الممتدة إلى الأسرة النووية، بحيث أعفي هؤلاء الأعمام من كل المسؤوليات التي كانت عليهم”، وبالتالي “من غير المنطقي أن يستحقوا شيئا من التركة بدون أي مسؤولية مترتبة عليهم في الوقت الحالي الذي صارت المرأة فيه فاعلا في سوق الشغل، كما لا يوجد أيّ نص قرآني صريح يتحدث عن التعصيب”، بتعبيره.وتابع الباحث عينه قائلا: “كان الوضع في السابق مقبولا، لأنه كما يقول الفقهاء [الغُنْم بالغُرْم]”، مؤكداً أن “التعصيب من ناحية أخرى كان مرتبطاً بمبدأ حماية المال داخل القبيلة وعدم خروجه إلى قبيلة أخرى. ولذلك، إذا لاحظنا، فإن كل من له علاقة بالميت من جهة الأم لا يرث نهائيا في هذا النظام، لأنه برأيهم سيتسبب في نقل المال إلى قبيلة أخرى”، وزاد: “هذا المنطق كله يمكن فهمه في سياق تاريخي، ولكن لا يمكن فهمه في السياق الذي نعيشه اليوم في إطار الدولة الوطنية”.وذكر المتحدث “حالات كثيرة بالمغرب لبنات الهالك اللواتي تعرضن للتشرد والطرد والإخراج من مسكن والدهم نتيجة هذا النظام بشكل حصري”، مشيراً أيضاً إلى “الدور الذي صارت البنات يلعبنه، أو الزوجة، في تأسيس ذلك البيت أو اقتنائه”، وقال: “هذا الحيف جعلنا نرى اليوم عددا كبيرا من الآباء الذين رزقوا بالبنات فقط يلجؤون إلى عدد من الحلول البديلة خوفاً من أن يشارك إخوتُهم بناتَهم في تركتهم بعد وفاتهم”.