
تتمتع المملكة المغربية بعلاقات روحانية وتاريخية وثيقة بالحرمين الشريفين، وهو ما يعكس عمق الروابط بين المغرب والمملكة العربية السعودية، خاصة فيما يتعلق بخدمات الحج والعمرة. وفي هذا السياق، أكد الدكتور سامي بن عبد الله الصالح، سفير السعودية بالمغرب، على تميز التعاون بين البلدين، مشيدًا بمبادرة “طريق مكة” التي سهلت إجراءات السفر للحجاج المغاربة، مما جعلها نموذجًا عالميًا يُحتذى به.
إنجازات بارزة في موسم الحج 2024
شهد موسم حج 2024 تطورات نوعية عززت من راحة الحجاج وسلاسة أدائهم للمناسك، حيث تجاوز عدد زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة 18 مليون زائر. كما توسع برنامج “الحج المباشر” ليشمل 126 دولة، مسهّلًا سفر أكثر من 50 ألف حاج من 90 دولة. كما أطلقت المملكة باقات اقتصادية تنافسية بأسعار تبدأ من 11 ألف ريال سعودي، مصحوبة بتحسينات رقمية مكّنت من تبسيط الإجراءات وضمان شفافية الخدمات المقدمة.
تحسين التجربة الروحانية للمعتمرين
بهدف تعزيز راحة الزوار، قامت المملكة بتطوير آليات زيارة الروضة الشريفة، ما رفع الطاقة الاستيعابية إلى 48 ألف زائر يوميًا، مع تسجيل أكثر من 9.4 ملايين موعد خلال العام الماضي. كما جرى اعتماد تقنيات حديثة، مثل المظلات الذكية لحماية الزوار من أشعة الشمس، ما يعكس التزام السعودية بتوفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن.
“طريق مكة”.. تجربة سفر سلسة
كانت المملكة المغربية من بين الدول المستفيدة من توسيع نطاق مبادرة “طريق مكة”، التي اختصرت إجراءات السفر من 120 دقيقة إلى 15 دقيقة فقط، مما منح المعتمرين المغاربة تجربة أكثر سلاسة وراحة منذ لحظة مغادرتهم حتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة.
تطوير النقل عبر قطار الحرمين
شهد قطاع النقل قفزة نوعية عبر “قطار الحرمين السريع”، الذي نقل أكثر من 7 ملايين مسافر حتى أكتوبر 2024، مسجلًا زيادة بنسبة 111% مقارنة بالعام السابق. كما تم إطلاق خدمات جديدة، مثل نقل الأمتعة مباشرة إلى أماكن إقامة الحجاج، ما عزز من رضا الزوار، الذي بلغ 93%.
الحفاظ على الإرث الإسلامي والثقافي
في إطار اهتمامها بالجانب الثقافي، عملت المملكة على تأهيل أكثر من 40 موقعًا تاريخيًا في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما في ذلك المساجد التاريخية ومواقع الغزوات، متجاوزة بذلك الأهداف المحددة لعام 2023 بنسبة 43%.
رؤية استراتيجية لخدمة ضيوف الرحمن
تعكس هذه الإنجازات رؤية السعودية الطموحة في تقديم تجربة متكاملة للحجاج والمعتمرين، تجمع بين الروحانية، الراحة، والخدمات المتطورة. كما تعزز هذه الجهود التعاون الوثيق بين المملكة والمغرب، الذي يقوم على شراكة استراتيجية تخدم القيم الإسلامية وتعزز العمل المشترك لصالح الأمة الإسلامية.