أخبار وطنية

سرقة صخرة أثرية نادرة تحمل بصمات ديناصورات وزواحف منقرضة ضواحي ميدلت

السبت 19 أبريل 2025 - 21:59

سرقة صخرة أثرية نادرة تحمل بصمات ديناصورات وزواحف منقرضة ضواحي ميدلت

 

شهد موقع جيولوجي فريد من نوعه بمنطقة “ميبلادن” ضواحي مدينة ميدلت، عملية سرقة غير مسبوقة لصخرة مسطحة تحمل آثار أقدام متحجرة تعود لزواحف طائرة (البتيروزورات) وديناصورات وسلاحف وكائنات منقرضة أخرى. ووفق المعطيات المتوفرة، استُخدم منشار لتقطيع الصخرة ونقلها من مكانها، ما يرجح تورط مهربين متخصصين في المستحاثات.

ويكتسي هذا الموقع أهمية علمية استثنائية، حيث يعود تاريخ الآثار التي يحتضنها إلى ما بين 110 و115 مليون سنة، مما يجعله من بين المواقع الجيولوجية النادرة وطنياً ودولياً.

خلال زيارة ميدانية أُجريت في أكتوبر 2024، تم قياس آثار الأقدام بدقة وتوثيقها بالصور في إطار مشروع علمي يروم إعداد خريطة تفصيلية للسطح الحامل للبصمات وإنجاز نموذج ثلاثي الأبعاد للموقع. غير أن زيارة لاحقة كشفت عن سرقة الصخرة بكاملها، ما أثار صدمة في الأوساط العلمية، خاصة وأن وزنها الثقيل يجعل من نقلها عملية معقدة يُحتمل أن تكون تمت بتواطؤ مع جهات خارجية.

وتشير المعطيات إلى أن عدة باحثين سبق أن اشتغلوا على هذا الموقع، لكن الدراسات السابقة لم تكن دقيقة بالشكل المطلوب، ما يضاعف من أهمية التوثيق الذي تم قبل الحادثة.

وتُعبر هذه الواقعة عن تحول خطير في طبيعة الاعتداءات التي تطال التراث الجيولوجي المغربي، حيث لم يعد الخوف مقتصراً على تهريب المستحاثات الصغيرة، بل أصبح يشمل سرقة الصخور الكاملة التي تحمل آثاراً تاريخية نادرة. وتوجد مثل هذه المواقع في نحو 65 منطقة عبر التراب الوطني، مما يزيد من التحديات المرتبطة بحمايتها.

ويُطالب المختصون بضرورة تحويل هذه المواقع إلى محميات جيولوجية (جيوبارك)، لضمان حمايتها وتثمينها، خاصة أن المواقع الأثرية الخاضعة لوزارة الثقافة تستفيد من حماية أفضل مقارنة بالمواقع الجيولوجية التابعة لوزارة الطاقة والمعادن، والتي تعاني من ضعف التأطير والمراقبة.

كما يُشدد الخبراء على ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة لحماية التراث الجيولوجي المغربي، تشمل جرده، وتحديد المواقع ذات الأهمية الخاصة، وتوفير وسائل الحماية الفعلية من تسييج ومراقبة وتأمين، حفاظاً على هذا الإرث العلمي والسياحي القيم وضمان استمراريته للأجيال المقبلة.