غير مصنف

هل أصبحت الجلسات الخمرية”شكلا نضاليا” جديدا بالحسيمة ؟

الجمعة 20 أكتوبر 2017 - 11:57

هل أصبحت الجلسات الخمرية”شكلا نضاليا” جديدا بالحسيمة ؟

طنجاوي
يبدو أن عودة الحياة الطبيعية إلى مدينة الحسيمة، قد أغاض الذين في قلوبهم مرض، ولم يستحملوا أن تستعيد ساكنة الريف الإحساس بالطمأنينة، بعد طي صفحة الاحتجاجات المخدومة التي عرفتها المنطقة خلال الأسابيع المنصرمة.
إصرار بعض الجهات المستفيدة من توتير الأجواء بالمنطقة، دفعها لإيفاد شخصين إلى مدينة الحسيمة، الأول ذو مرجعية يسارية متطرفة، والثاني منتم لجماعة دينية غير مرخص لها، تسعى لفرض “التدين المفروض” على المجتمع. وعلى الرغم من كل المتناقضات التي تجعل من توافقهما على نهج مشترك أمرا مستحيلا، فإن السعي إلى تأجيج الأوضاع بالمنطقة و زرع الفتنة بين الساكنة، كان الهدف المشترك الذي يخدم مصالح الطرفين، وعلى أساسه أصبح التحالف مشروعا، بل ومطلوبا.

و فور وصول كل من اليساري المتطرف (ع.م)، المقيم بمدينة الرباط، و المتدين الورع (خ.ب) المقيم بالدار البيضاء، عصر أمس الخميس إلى مدينة الحسيمة ، ربطا الاتصال بعنصرين من المنطقة، من أجل التخطيط لإشعال نار الاحتجاجات من جديد.

و حيث أن “التخطيط الجيد” يتطلب توفير مستلزمات التفكير في جو هادئ وبعيد عن الأعين، فقد قررت مجموعة الأربعة الاختلاء في سيارة من صنع ألماني بأحد الأماكن القريبة من مدينة الحسيمة، وبما أن إثنين من “المخططين”  أصرا على احتساء الخمرة حتى يبدعا في وضع مخطط توتير الأوضاع، وحيث أنه في سبيل الوصول إلى الهدف المشترك تنتفي كل الموانع، فإن صاحبنا المتدين تناسى أن الخمر رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه“.
وحيث أن الرياح  عادة ما تجري بما لا تشتهيه السفن، فإن الجلسة الخمرية تحول النقاش فيها إلى صياح وإحداث للضوضاء، ما أثار انتباه دورية للدرك الملكي، كانت تقوم بجولة اعتيادية، وعند مباغثة السيارة تم ضبط شخصين يحتسيان الخمر، ليتم اقتياد المجموعة إلى مخفر الدرك، وبعد استشارة النيابة العامة تم إخلاء شخصين، فيما تم وضع الأخرين رهن تدابير الحراسة النظرية، قبل إحالتهما على القضاء ليقول كلمته في النازلة.

واقعة أمس هي دليل آخر لمن لا زال في حاجة إليه، أن المطالب التنموية الحقيقية لساكنة الحسيمة، والتي شرعت الدولة في التجاوب معها، يستحيل أن ينتصب للدفاع عنها مثل هاته النماذج، التي أكدت بالدليل الملموس أن ما يهمها هو خدمة مصالح جهات هدفها تأجيج الأوضاع وبث الفتنة في صفوف الساكنة.