
طنجاوي
خلق المحامي البشير اغريدة الحدث أمس بتصويته لفائدة ترشيح حميد أبرشان لرئاسة مجلس عمالة طنجة-أصيلة، ضدا على حسن بوهريز، مرشح حزبه التجمع الوطني للأحرار. المصيبة أن البشير اغريدة كان ضمن لائحة بوهريز التي نافست على مقاعد مجلس العمالة، ومع ذلك وأمام اندهاش الجميع قرر مساندة أبرشان.
مصادر موقع “طنجاوي” أكدت في تصريحات متطابقة، أن كل شيئ كان عاديا ليلة الجمعة المنصرمة، حيث كان اغريدة حاضرا ضمن تحالف حسن بوهريز والأصالة والمعاصرة، في الاجتماع المنعقد بمنزل بوهريز الأب، المنسق الجهوي لحزب الأحرار، وتضيف المصادر أن اغريدة كان مقترحا لنيل منصب نائب رئيس مجلس العمالة، لكن وقبيل منتصف الليل انسحب اغريدة فجأة من دون مقدمات، ليستفيق الجميع على خبر التحاقه بمجموعة حميد أبرشان.
اعتقد الجميع أن اغريدة ربما تأكد من توفر أبرشان على الأغلبية ولذلك التحق به لضمان موقعه في المكتب المسير، وكان يمكن تَفَهُّم موقفه لو تحصل فعلا على موقع بالمكتب المسير، مثلما فعل حسن بلخيضر ومحمد غيلان المنتميان للبام، اللذان التحقا بأبرشان وضمنا لنفسيهما منصب نائب الرئيس.
لكن اغريدة خرج خاوي الوفاض، مما خلق سيلا من التساؤلات حول الأسباب التي دفعته للتمرد على حزبه من دون حصوله على أي منصب، علما أنه محامي، وله دراية كبيرة بالعمل السياسي، حيث كان مناضلا بحزب الطليعة الديمقراطي لسنوات طويلة، ولم يغادره إلا قبل شهرين. و بالتالي فإنه يعرف جيدا ماذا يفعل، وقراراته منزهة عن العبث. إذ لا يعقل حسب العديد من معارف اغريدة أن يُقْدِمَ على خطوة انتحارية كهذه دون أن يكون هناك اتفاق بينه وبين أبرشان، وبموجبه قرر التصويت لصالحه.
ما أقدم عليه اغريدة أمس، خاصة وأنه رجل حقوقي، وقادم من مدرسة للنضال تحضى بتقدير واحترام من الجميع، يستوجب منه توضيح ما وقع، وشرح ملابسات قراره، احتراما للمواطنين الذي صوتوا عليه وهو منتم لحزب الأحرار، ومساهمة منه في تحليق الممارسة السياسية، لأن من حق الجميع أن يعرف أسباب خيانته لحزبه.