أخبار سياسية

الوالي “يخجل” من العمدة

السبت 20 فبراير 2016 - 14:04

الوالي “يخجل” من العمدة

محمد كويمن العمارتي٭

حين سئل العمدة عن علاقته بالوالي، في حوار أجراه مؤخرا مع الموقع الإلكتروني الرسمي لحزبه، أجاب بأنها (علاقته) “جد طيبة مع والي جهة طنجة الحسيمة تطوان، مبنية على الثقة والاحترام والتعاون المشترك، في إطار ما ينص عليه القانون”، قبل أن يكشف سرا خطيرا لا يعلمه أحد، على حد قوله، وهو أن “اليعقوبي يخجل منه كثيرا”، ومن شدة خجل السيد الوالي، يضيف السيد العمدة، “لم يسبق له قط أن اتصل به منذ أن تم تعيينه”، ولم يذكر انتخابه، كما أنه (أي السيد الوالي) لم يسبق له أن طلب من العمدة فعل أي شيء، دائما حسب قول هذا الأخير، الذي أكد أيضا على أن السيد الوالي “يكتفي فقط بالاتصال بالكاتب العام للمجلس الجماعي”، انتهى الكلام.

ليس بالضرورة أن تجمع بين الوالي والعمدة علاقة حب، كما ليس ضروريا أن تسود بينهما العداوة والبغضاء، باعتبار أن المشرع فصل بينهما في المهام والواجبات، وجعل بينهما أمورا مشتبهات، قد لا يتحقق الفلاح باجتنابها، لأنها تكمل بعضها البعض من حيث الحقوق والواجبات، وتحقق التشارك المطلوب من باب المساءلة والمحاسبة، ومن أجل مصلحة المدينة وساكنتها فل يتنافس المتنافسون، لكي تبقى (المدينة) فوق كل اعتبار، سواء كان طموحا سلطويا أو مطمعا انتخابيا..

لا يمكن أن تكون المقاربة التشاركية ب “الحشومة”، هذا غير معقول في تدبير الشأن المحلي، فبالك حين تصل درجة الخجل إلى عدم إجراء أي اتصال هاتفي مباشر بين الوالي والعمدة لمدة أربعة أشهر، حسب ما قاله العمدة، وربما الوالي من كثرة خجله من العمدة لا يرغب في إزعاجه وسط ضجيج أوراش طنجة الكبرى، وكما يقول المثل “اللهلا يقطع علينا حيا“...

ويفسر العلماء حمرة الخجل بإصابة جسم الإنسان بالحرارة المفرطة عند الشعور بالقلق أو الإحراج مما يدفع بالشعيرات الدموية القريبة من الجلد التي تنقل الدم بالتوسع من أجل تبريد الجسم، وتسبب هذه العملية احمرار الوجه، ويؤدي ذلك إلى إصابة الشخص بالإحراج أكثر وأكثر وكأنه يدور في حلقة مفرغة، وحسب اعتقاد الأخصائي في علم النفس البروفيسور روبرت إيدلمان، فإن حمرة الخجل أصبحت “غير لائقة اجتماعيا لذا نحاول تجنبها والظهور كأشخاص واثقين من أنفسنا”. هذا رأي علم النفس، فما هو تعليق الوالي على “خجله” من العمدة..

      ٭عن أسبوعية لاكرونيك