
طنجاوي – محمد كريم مبروك
توجه علي اليازغي، المنسق الوطني لحزب البديل الديموقراطي، في لقاء تواصلي نظمه الحزب يوم أمس بمدينة طنجة، لوزارة الداخلية بالقول ” أشكر وزارة الداخلية، عقب منعنا من إقامة هذا اللقاء ، لأن ذلك يزيدنا ثقة في اختياراتنا ، و يؤكد أن طريق بناء دولة الحق لا يزال طويلا ” .
و تطرق اليازغي في معرض حديثه ، لمسار النشأة و الخروج بمشروع حزب يساري ديموقراطي جديد ، متمثلا في حزب “البديل الديموقراطي”، كاشفا عن الظرفية الصعبة التي رافقت ميلاد الحزب، فكان من الضروري الوقوف على مكامن الخلل ، و ممارسة النقد الذاتي ، قصد إبداع الممكن، عبر طرح اختيارات بدائل تنتج عرضا سياسيا مقبولا و جذابا لدى الفئات الأوسع من الشعب المغربي ، متمثلة في النساء و الشباب . واصفا الثنائية التي يحاول البعض الترويج لها اليوم للمشهد السياسي المغربي ، ثنائية “مغشوشة” ، “فلا يمكن حصر المغاربة بين خياري العدالة و التنمية أو الأصالة و المعاصرة ” يتابع اليازغي.
و استغرب المنسق الوطني للحزب ، من غياب نقاش وطني عميق للقضايا الوطنية الكبرى و انشغالات المواطنين الأساسية لبناء دولتهم ، و اختيار طبيعة نظامهم السياسي عبر التعبير و المشاركة في تنظيم مؤسسات البلد، و عبر الجواب عن سؤال “أي دولة نريد ؟ ” . في الوقت الذي تطفو فيه نقاشات سطحية، عبر اجتزاء المعلومة و حصرها ضمن قالب معين لا تتعداه ، و أعطى اليازغي مثالا لذلك النقاش حول معاشات البرلمانيين و الوزراء ، الذي لم يتعداه الى نقاش معاشات العمال و الولاة، و فئات أخرى من كبار موظفي و أطر الدولة، و خاصة وزارة الداخلية ، التي تمنح في ظل سيادة الريع السياسي . و الحسابات الغير القابلة للنقاش.
و عبر علي اليازغي عن قلقه بخصوص التراجعات الحكومية الخطيرة في ظل انتقال “مجمد” ، و نص دستوري تغيب عنه إرادة سياسية حقيقية لتفعيله ديموقراطيا . في مقابل ذلك دعا اليازغي قوى اليسار الى تبني طموح “البديل الديموقراطي” ، في بناء جبهة يسارية ديموقراطية خيارها بنلء دولة الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، عبر الالتصاق بهموم القواعد الشعبية و قضاياهم و معاناتهم اليومية.
و في كلمة للتنسيقية المحلية لحزب البديل الديموقراطي بطنجة ، اعتبر كمال الركلاوي أن محطة 7 ماي 2016 تعد لحظة فارقة ، في بناء صرح يساري جديد ، يضمن مشاركة أوسع للنساء و الشباب و فضاء مفتوحا لكل الطاقات الحية في محاولة لإعادة الاعتبار للسياسة و قيمها .
و شهد اللقاء التواصلي لحزب البديل الديموقراطي، الذي اختير له عنوان “الراهن السياسي الراهن و سؤال البديل” ، حضور وجوه يسارية، تتحمل مسؤوليات وطنية عن حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي، و مناضلين من أحزاب المؤتمر الوطني الاتحادي ، و الحزب الاشتراكي الموحد.

