
محمد كويمن
أصبح مهجورا، ومصيره مجهولا، ومع ذلك تنفس سكان المدينة الصعداء، بعدما فرحوا لأول مرة بعدم التزام المسؤولين بوعودهم، وتمنوا لو تحافظ منطقة المنار بضواحي طنجة على موقعها الطبيعي.
هكذا تحول المقر، الذي كان يحمل اسم “مركز علاقات العملاء”، الواقع بالطريق المؤدية إلى رأس المنار، إلى شبح، بعد مرور عشر سنوات على افتتاحه، في شهر يناير لسنة 2007، حيث تم تدشينه من قبل كل من وزير التجارة والصناعة آنذاك صلاح الدين مزوار ووزير الإسكان توفيق حجيرة، وسفير مملكة البحرين بالمغرب خالد بن سلمان آل خليفة، ليكون المقر الإداري لبيت التمويل الخليجي، المشرف على إنجاز مشروع “المنتجع الملكي كاب مالاباطا”.
وتم تقديم هذا المشروع، الذي خصصت له مساحة تصل إلى 127 هكتار بالمنطقة المذكورة، بتكلفة مالية تصل تقدر بحوالي 600 مليون دولار، على أنه من بين أكبر وأهم الاستثمارات الخليجية بشمال إفريقيا، حيث يحتوي على مرافق سياحية وتجارية وسكنية تطل على البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب مقاه ومعارض فنية ومناطق مميزة للتسوق، ومنازل شاطئية وملعب للغولف وناد للفروسية ومركز للمؤتمرات، كما يضم مركزا دوليا للأعمال، ووجهة رئيسة للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، إضافة إلى مدرسة خاصة وعيادة مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية لخدمة المشروع وأهالي المنطقة، حسب ما جاء في ورقته التقنية، التي تم تقديمها خلال الحفل الرسمي للإعلان عن هذا الاستثمار الخليجي الضخم. قبل أن يتبخر المشروع، دون تقديم أي توضيح من الجهات المعنية، حول عدم التزام بيت التمويل الخليجي بإنجازه وفق الآجال المحددة له، وإن كانت ساكنة المدينة استبشرت خيرا بتعثر هذا الاستثمار الخاص، حين حافظ المنار على عذرية موقعه الاستراتيجي المطل على الساحل المتوسطي للبوغاز، ونجى ولو بشكل غير محسوم، من زحف الاسمنت باسم الاستثمار السياحي، خاصة وأن ما سبق أن تعرض له موقع الغابة الديبلوماسية بعد تطويقه بتجمعات سكنية مشوهة، جعل أهل المدينة يتخوفون من تكرار نفس الجرائم، التي تواصل استهداف مجالها الغابوي وشريطها الساحلي تحت غطاء استثمارات مشبوهة..