الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال طنجاوي
فضيحة بكل المقاييس تسببت فيها شركة أمانديس، من شأنها أن توجه ضربة موجعة لصورة طنجة كوجهة مغرية للاستثمار الوطني والدولي. فحوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة المنصرمة تعرض محول كهربائي بمنطقة العوامة إلى عطب، بعد أن اشتعلت فيه النيران، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء واسعة بمنطقة العوامة و مغوغة، اللتان تعرفان احتضان أكبر المناطق الصناعية بالمدينة (المجد والعوامة).
وفي وقت اعتقد فيه الجميع أن أمانديس ستسارع لإصلاح العطب، خصوصا وأن العديد من المصانع تشتغل على مدار 24 ساعة، فوجئ الجميع بعدم وجود مخاطب، على الرغم من النداءات المتكررة التي وجهها أرباب المصانع و مسؤولو المناطق الصناعية دون جدوى. كما أن مسؤولي مجلس مدينة طنجة لم يتوصلوا بخبر العطب إلا حوالي الثامنة صباحا، حيث أن العمدة يتواجد خارج المغرب في مهمة رسمية!…
الفضيحة الكبرى هي أن الآلاف من العمال الذين توافدوا على مصانعهم عند السادسة صباحا فوجؤوا بالمصانع متوفقة عن العمل، لتعم حالة من الفوضى والارتباك، فمنهم من قفل عائدا إلى منزله ومنهم من اضطر إلى الانتظار في الأزقة وداخل باحات الشركات، والجميع ينتظر متى ستقوم أمانديس بإعادة التيار الكهربائي.
وحسب مصادر متطابقة فإن المنطقة الصناعية المجد لا زالت إلى حدود هاته الساعة محرومة من الكهرباء، في حين تم إعادة التيار الكهربائي إلى المنطقة الصناعية مغوغة حوالي الساعة والسابعة والنصف صباحا.
وعن الخسائر المحتملة لهاته الكارثة، عبر العديد من أصحاب الشركات عن بالغ تذمرهم مما وقع، واصفين الأمر بالفضيحة، إذ لا يعقل أن تتصرف شركة أمانديس مع واقعة انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة الصناعية كحادث عادي، وكأن الأمر يتعلق بعطب في إنارة شارع أو زقاق، وأضافت ذات المصادر أن هذا الحادث سيكبد مهنيي النسيج والملابس الجاهزة خسائر فادحة، إذ سيكون من المستحيل عليهم الالتزام بمواعيد التسليم عند نهاية هذا الأسبوع.
ونددت المصادر بافتقاد شركة أمانديس لخطط استعجالية وبديلة لضمان تزويد المرافق الحيوية بالكهرباء، متسائلة عن الجدوى من استخلاص فواتير استهلاك خيالية دون قدرتها على تأمين التيار الكهربائي، ودون قدرتها على تفعيل مخطط للطوارئ، معتبرة ما حصل فضيحة بكل المقاييس، ومن شأنها أن تسيئ إلى صورة المدينة التي تقدم نفسها كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
