
طنجاوي
استعادت مدينتا الحسيمة وإمزرون، صبيحة يومه السبت، حياتهما الطبيعة، حيث تؤكد المعطيات على الأرض أن الإضراب العام، الذي دعا إليه “قادة الحراك” لمدة ثلاث أيام منذ الخميس المنصرم، قل مني بالفشل الذريع، باستثناء اليوم الأول الذي أغلق فيه التجار والمهنيون محلاتهم، تحت تأثير الخوف من التهديدات التي باشرها من ينصبون أنفسهم أوصياء على الحراك، الذين مارسوا الترهيب والوعيد في حقهم عبر السب والقذف.



لكن بعد التحذير الصارم الذي وجهته السلطات المحلية بإقليم الحسيمة في حق كل من تم ضبطه متلبسا بإرغام التجار على الانخراط في الإضراب، عمت الطمأنينة والإحساس بالأمان في صفوف المواطنين، وهو ما تجلى بوضوح صبيحة اليوم عندما سارع التجار والمهنيون إلى فتح محلاتهم، فيما خرج المواطنون للتسوق في أجواء جد طبيعية بجميع أحياء الحسيمة، وفي مقدمتها حي سي عابد الذي كان يحتضن الاحتجاجات اليومية، و كان يتم الترويج له وكأنه خاضع لنفوذ “نشطاء” الحراك، علما أن متجر مرجان الذي فتح أبوابه أمس الجمعة لقي إقبالا كبيرا جدا من طرف المواطنين، الذين أكدوا أنه غير مقتنعين بدعاوى الإضراب. نفس الأجواء العادية تعيشها إمزورن كذلك، حيث استعادت المدينة حياتها طبيعية.




الأجواء التي تعرفها الحسيمة وإمزورن منذ صبيحة يومه السبت، تؤكد أن المواطنين باتوا واعين بخلفيات مخططات زعزعة الاستقرار التي كان يتم التحضير لجر الريف إليها، من خلال الإبقاء على الحراك لأطول فترة ممكنة، مع ما لذلك من تأثير سلبي على الأوضاع الاقتصادية بالمدينة، ولعل نسبة الحجوزات في فنادق الحسيمة لموسم الصيف، التي لازالت في مستوى الصفر، تؤكد حقيقة ما كان يتم التحضير له. هاته التطورات تكشف بالملموس أن المواطنين هم في أمس الحاجة إلى الاستقرار والإحساس بالطمأنينة، وأنهم ينتظرون من الدولة أن تتحمل مسؤولياتها في إعمال القانون، وحماية الممتلكات العامة والخاصة



