
محمد كويمن
ليس عيبا أن تحتفل جماعة طنجة باليوم العالمي للمراحيض العمومية، الذي يصادف 19 نونبر، بل كان مفروضا عليها إعداد برنامج حافل، يليق بمكانة هذه المناسبة لدى ساكنة المدينة، بغاية التحسيس بأهمية المراحيض العمومية، والتعريف بدورها الكبير في النهوض بالمجتمع، وما تقدمه من خدمات جليلة للمواطنين، باعتبار أن أهداف المراحيض العمومية والمدرسة العمومية والصحة العمومية، تصب في نفس القنوات، وتلتقي في عمق البحر، حيث يعوم كل ما هو عمومي..
وكان على عمدة طنجة، تخليد هذه الذكرى، ولوبتكليف أحد نوابه بزيارة مرحاض عمومي، والتقاط صورة مع حارسه (المرحاض)، وإدراجها ضمن أنشطة المجلس على الصفحة الرسمية لموقع الجماعة على الأنترنيت، خاصة وأن أعضاء مجلس جماعة طنجةمن أكثر مستعملي المراحيض بمقر الجماعة، وفق إحصائيات أخيرة لشركة النظافة، التي أظهرت إقبال السادة المستشارين على المراحيض أكثر من الموظفين، وترتفع الوتيرة أكثر خلال انعقاد الدورات واجتماعات اللجن.
ويلاحظ أن الوالي لم يهتم بالمراحيض العمومية، ضمن أوراش طنجة الكبرى، رغم أنه يتدخل في كل شيء، إلا أنه في هذه الحالة، كان حريصا على احترام اختصاصات جماعة طنجة، فيما يتعلقبإنجاز المراحيض العمومية، ولعلها المهمة الوحيدة التي تكلفت بها الجماعة، ولم تفلح في تنفيذها لحد الآن، فيما الوالي يواصل عمله دون حاجته للمراحيض العمومية، وإن كان بعض مساعديه صاروا يفكرون في استعمال الحفاظات خلال مرافقتهم للوالي في جولاته الماراطونية الأسبوعية لتفقد مختلف الأوراش بالمدينة.
ورغم أن المراحيض العمومية، كانت من بين نقط الضعف في ملف ترشيح طنجة لاحتضان المعرض الدولي إكسبو 2012، إلا أن السلطات العمومية لم تسارع إلى تجاوز أزمة المراحيض العمومية بالمدينة، وبقي الحال على ما هو عليه، وظل ارتباط قضاء الحاجة بتلك التي نقضيها بتركها، وتحملت عبء المراحيض مجموعة من الجدران والمواقع السياحية والأسوار الأثرية والمباني التاريخية، حين صار الحمار وحده المسؤول عن غياب المراحيض العمومية، من خلال عبارة “ممنوع البول يا حمار”، في الوقت الذي يترقب السكان تحالف الوالي والعمدة، فقطمن أجل توفير “بيوت الراحة”، تواكب حجم طنجة الكبرى ومخلفاتها..