
طنجاوي ـ عبد الله الغول
أعلن حس عبقري مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، أن فترة الذروة التي شهدها الميناء أيام 29، 30 و 31 غشت المنصرم، خلال عودة أفراد الجالية المغربية إلى ديار المهجر، وما عرفه الميناء من اكتضاض استثنائي يتطلب وقفة تفكير لتحليل ما وقع، واتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بتفاديه خلال الموسم المقبل، مؤكدا أن جميع الإحصائيات والمعطيات تكشف أن ميناء طنجة المتوسط هو ضحية نجاحاته.
جاء ذلك خلال مشاركته، أول أمس الثلاثاء، في الحلقة المباشرة من برنامج عبور، الذي يعده ويقدمه الزميل رشيد برحو على أمواج إذاعة راديو Tanger Med، والتي خصصت ل”تقييم عملية مرحبا 2018 بميناء طنجة المتوسط”.
وكشف حسن عبقري، أن حوالي مليون و 670 ألف مسافر عبروا ميناء طنجة المتوسط خلال عملية مرحبا 2018، وأن ذروة السنة الماضية سجلت حوالي 24.000 مسافر، بينما لم تتعدى خلال السنوات العشر الماضية 32.000 مسافر. لكن هذه السنة تم تسجيل عبور 102.000 مسافر في يومين فقط، أي ما يعادل 51.000 مسافر في اليوم. علما أن أغلب المسافرين قدموا من جهة الشرق بسبب عدم توفر التذاكر في موانئ الناظور والحسيمة وطنجة المدينة ومعبر سبتة، بعدما وصلوا إلى طاقتهم الاستيعابية القصوى، ما جعل الميناء المتوسطي الملاذ الوحيد لهؤلاء المسافرين. لكن الاكتضاض الذي وقع يطرح الكثير من التساؤلات التي تستوجب التفكير من أجل التقليص من توقيت انتظار المسافرين، يؤكد حسن عبقري.
وحسب مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، فإن السفن التي كانت راسية في الميناء أثناء وقت الذروة انطلقت في ميعادها، وأن وقت الانتظار لم يتجاوز الساعة والنصف، كما تم تخصيص مكان خاص بمرور حافلات النقل الدولي التي بلغ عددها حوالي 130 حافلة تحمل ما بين 6000 و 8000 مسافر.

وفي ما يشبه الرد على ما تم تداوله من غياب التنسيق بين المؤسسات المشرفة على تأمين عملية مرحبا 2018 بالميناء المتوسطي، أكد نور الدين طرفاي رئيس فرقة شرطة حرس الحدود، أن جميع المتدخلين في العملية اشتغلوا بانسجام وتنسيق تامين، كاشفا أن الشرطة واجهت هاجس التنظيم والأمن، وكذا التسريع من وثيرة ختم الجوازات، مضيفا أنه تم إحباط أكثر من 40 محاولة للهجرة السرية عبر السيارات.
وفي نفس الاتجاه، سار المهدي بن داوود، مدير المسافرين بادارة الجمارك لميناء طنجة المتوسط، الذي أكد أن عملية العبور مرت إجمالا في ظروف جيدة، موضحا أن إدارة الجمارك عالجت حوالي 11.000 سيارة خلال فترة الذروة.
أما فريد الطنجاوي الجزولي، مدير القطب الانساني لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، فقد جدد التأكيد على أن عملية مرحبا لهذا العام كانت ناجحة، حيث بلغ عدد الرحلات في اليوم الواحد 48 رحلة، مضيفا أن مؤسسته وفرت 50 مساعِدة اجتماعية، و 13 طبيبا و ممرضا، و3 سيارت اسعاف.
فيما عبر بعض المواطنين، في اتصالات هاتفية مع البرنامج ، عن استيائهم من الاختلالات غير المسبوقة التي شابت عملية العبور لهذا العام، خاصة الاكتضاض الذي عاشه الميناء، وارتفاع ساعات الانتظار، وغلاء التذاكر، بالإضافة إلى أن السلطات الاسبانية مسؤولة بدوها على ماوقع، حيث أجبرت بعض السفن على الانتظار في عرض البحر لساعات.

وردا على هاته التساؤلات والملاحظات، كشف حسن عبقري، مدير الميناء المتوسطي، أن الطاقة الاستيعابية لميناء الجزيرة الخضراء أثر على عدد الرحلات الممكنة خلال عملية العبور، وهذا ما يبرر أيضا انتظار بعض السفن في المياء الاقليمية الاسبانية، مضيفا أنه حان الوقت للتفكير في خطوط بحرية أخرى، اضافة الى خط الجزيرة الخضراء، أما فيما يخص ثمن التذاكر لم يتجاوز خلال فترة الذروة 200 أورو لأربعة أشخاص وسيارة، بينما في الأيام العادية لا تتعدى 150 أورو.
وحسب مدير الميناء المتوسطي، فإن هناك دفتر تحملات يربط مديرية الملاحة البحرية، التابعة لوزارة النقل، بشركات الملاحة البحرية، والذي ينص على أن الشركات لا يمكنها بيع تذاكر أكثر من سعة أسطولها، لكن الشركات لم توقف البيع لأن همها يبقى ربحيا، كما أن مديرية الملاحة لم تعطي أوامرها بوقف البيع، وهذا من أسباب الاكتضاض الذي عرفه الميناء.
المثير في هاته النقطة، أن مديرة الملاحة البحرية بوزارة النقل، كان يفترض أن تكون حاضرة في هذا البرنامج لتنوير الراي العام حول اختصاصات وزارة النقل، ووجهة نظرها حول ما وقع، لكنها أغلقت الهاتف وغابت لأسباب مجهولة، مغيبة بذلك صوت الوزارة!!..
وبخصوص ما تم تداوله من قصور في توفير الوجبات الغذائية لأفراد الجالية، أوضح عبقري أنه تم توزيع أزيد من 30.000 وجبة و 300.000 قنينة ماء يوميا على المسافرين خلال فترة الذروة، كاشفا أنه وكإجراء استباقي لتفادي الاكتضاض، قامت السلطة المينائية بتوزيع منشورات، تدعو فيها إلى تجنب فترة ما بعد عيد الأضحى، نظرا لقرار الأغلبية الساحقة من أفراد الجالية المغربية مغادرة أرض الوطن مباشرة بعد عيد الأضحى.
وخلص عبقري، في مداخلته بالبرنامج الإذاعي، إلى أن لميناء طنجة المتوسط ايجابيات وسلبيات، غير أن الايجابيات لم تكن كافية لتقليص فترة عبور المسافرين، مشددا على أن الحلقة الأضعف في عملية العودة كانت هي الطاقة الاستيعابية لميناء الجزيرة الخضراء.
