
محمد كويمن
سبحان مبدل الأحول، عاد الهدوء فجأة، وتوقف الحديث عن الأغلبية والمعارضة، واختفى ذلك “الغوات” بين التراكتور والمصباح، و”عشنا حتى شفنا” عمدة طنجة “يتقرب” من رئيس مجلس الجهة ليفك أزمته المالية، وقد يكون ذلك من باب “مرغم أخوك لا بطل”، لكن أن يحاول أهل المصباح إقناع أنفسهم بأن رئيس الجهة وهو زعيم المعارضة،يسعى لإنعاش تجربة تدبير البيجيدي للشأن المحلي بمركز الجهة، ففي ذلك استفهامطويل عريض، أكبر من تعجب الذئب من هدية “النعجة المسلوخة”، ومع ذلك لا يمانع الرأي العام في متابعة ما يجري على إيقاع مغامرات سلسلة النعجة والذئب..
والحمد لله الذي، جعل ” الطورو” سببا في “تحالف” العمدة ورئيس الجهة، حين وافق هذا الأخير على دعمه لمشروع إعادة تهيئة ساحة الثيران، بطلب منالأول، أمام استمرار العجز المالي لمجلس المدينة، ولعله المكان المناسب لتوافق الأغلبية والمعارضة من أجل استعادة أمجاد “الطورو”، وطبعا يقال في مثل هذه المواقف أن المصلحة العامة لا تفرق بين الثور الأبيض والأسود، فهي فوق كل اعتبار، والمهم بالنسبة للساكنة أن يبقى “الطورو على خاطرو”، وتسترجع ساحته مكانتها الطبيعية..
وأكثر من ذلك، أعلن العمدة أن رئيس الجهة أبدى استعداده أيضا لمساعدة مجلس المدينة على فتح أول معهد للموسيقى والرقص بطنجة في عهد البيجيدي، بل وتحمس كثيرا للإسراع بتقديم كل الدعم لتمويل تجهيزات هذا المرفق، الذي سيعزز البنية التحتية الثقافية للجماعة، وهي فرصة لا تعوض سيمنحها رئيس الجهة مشكورا لمجلس المدينة من أجل الاستمتاع بالموسيقى والرقص، بعيدا عن صخب الأغلبية والمعارضة، في تناغم تام مع قرارات الإجماع بمجلس الجهة..
قد يقال وما العيب في تحقيق هذا الانسجام بين الطرفين، والصلح خير، إن كان سيخدم مصالح الساكنة، إلا أنه وفي كثير من الأحيان يكون هذا الخلط سببا في تفشي المزيد من الضبابية بين خطابات انتخابية، لم تعد صالحة للاستهلاك، حين يتعلق الأمر بتبادل المصالح، ويصير العيب في الجمهور، كالشبهة المتأرجحة بين كفتي الحلال والحرام، في انتظار اجتناب لبسها وضررها..
لكن يبدو أن كل طرف أضحى يبحث عن قارب إنقاذ، مع اختلاف ظروف الغرق بين الأغلبية والمعارضة، في الوقت الذييستمر حجب الرؤيا عن بر الأمان..